موقع قبر سعد الدين كوبيك

تشير المصادر التاريخية إلى أن قبر سعد الدين كوبيك موجود في أحد أحياء مدينة قونيا التركية. يوجد فوق القبر كتابات باللغة العربية، وبداخل القبر توجد قبعة يُعتقد أنها تعود لسعد الدين كوبيك، إضافة إلى قطعة زرقاء مكتوب عليها اسم الله.

نبذة عن سعد الدين كوبيك

يُعتبر سعد الدين كوبيك أحد الأمراء البارزين في دولة السلاجقة الروم، حيث كان مسؤولًا عن أمور الصيد والبناء خلال حكم السلطان علاء الدين كيقباد الأول. عُرف بقوته وشجاعته، إذ قاد العديد من الحملات العسكرية ضد الأيوبيين، محققًا بذلك انتصارات مهمة للسلاجقة في تلك الحقبة.

بعد وفاة السلطان علاء الدين كيقباد الأول، تولى غياث الدين كيخسرو الحكم. نظرًا للإنجازات الكبيرة التي حققها سعد الدين كوبيك، تم تكليفه بإدارة شؤون الدولة المختلفة.

تفاصيل مقتل سعد الدين كوبيك

تذكر المصادر التاريخية أن السلطان غياث الدين كيخسرو أمر أمير الحرس حسام الدين كاراجا بقتل سعد الدين كوبيك، بسبب استغلاله لمنصبه في القضاء على معارضيه. تمت العملية بشكل سري، حيث تم اغتياله بأمر من أمير الحرس الذي كان يشاهد ما يجري من مكانه.

تجمعت مجموعة من الرجال مسلحين بالخناجر والسيوف واغتالوا سعد الدين كوبيك. بعد مقتله، أمر السلطان غياث الدين كيخسرو بعرض جثمانه أمام الجمهور في قفص، ليكون تحذيرًا للجميع.

شكل موت سعد الدين كوبيك خسارة فادحة للدولة، حيث قام بتنفيذ عمليات قتل عديدة ضد أمراء السلطان السابق علاء الدين كيقباد، الذين ساهموا في تحقيق العديد من المكاسب خلال العصر الذهبي لدولته.

في ظل الأوضاع الصعبة التي واجهتها الدولة بسبب الغارات المغولية، أدرك السلطان غياث الدين كيخسرو حجم الخطر وبدأ في التخلص من رجال الدولة والسلاطين على يد سعد الدين كوبيك، مما زاد من حزنه لفقدانهم.

أمر السلطان أحد جنوده بالتوجه إلى مدينة سيواس لاستدعاء أمير الحرس كراجا، ليبلغه عن تصرفات سعد الدين وبطشه بكبار الدولة، وطلب منه التعامل مع الأمر بحذر. رغم ذلك، أبلغ أمير الحرس السلطان بأن سعد الدين لم يعد يخشى أحدًا.

لذا، قام أمير الحرس بإقناع سعد الدين بقبول الاجتماع معه في صباح اليوم التالي، حيث وضع خطة لقتله. وتمكن أعوانه من كمين له خارجًا، واغتالوه بينما كان أمير الحرس موجودًا مع السلطان. وبعد ذلك، قرر السلطان تعليق جثة سعد الدين في قفص حديدي مرتفع ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه بتصرفات مشابهة.