أين كان المكان الذي نُزلت فيه سورة نوح؟

أين تمت كتابتها سورة نوح؟ يشير إلى أنه في هذه السورة تم ذكر اسم نبي الله نوح فقط، على عكس العديد من السور الأخرى التي ذكرت فيها أسماء عدة أنبياء، ولم يتم توضيح السبب وراء نزول هذه السورة في الكتب التي تناولت أسباب النزول.

في هذا المقال، سنستعرض المكان الذي نزلت فيه السورة وأسباب تسميتها بهذا الاسم.

المكان الذي نزلت فيه سورة نوح

  • تعتبر سورة نوح من السور المكية بالإجماع، مما يعني أنها نزلت في مكة المكرمة.
    • استنادًا لما ورد عن عبد الله بن عباس، كما ذكر في كتاب التحرير والتنوير.
  • تحتل سورة نوح المرتبة الثالثة والسبعين ضمن سور القرآن الكريم.
    • وفقًا لما ورد في كتاب تفسير أسباب نزول السور.
    • تتألف من ثمانية وعشرين آية بحسب العد الكوفي.
  • وبحسب العد البصري، تحتوي على عشرين آية، في حين يصل عدد آياتها إلى ثلاثين حسب العد المكي والمدني.
    • عدد الحروف في هذه السورة هو 959 حرفًا، وعدد كلماتها 224 كلمة.
  • وفقًا لما ذُكر في كتاب التحرير والتنوير لبن عاشور، فإن السورة نزلت قبل سورة الطور، وبعد سورة النحل.
  • لكن رأي الإمام محمد سيد طنطاوي رحمه الله يتعارض مع ذلك، حيث اعتبر أن السورة نزلت قبل سورة إبراهيم وبعد سورة النحل.
    • لذا، فإن الجواب الصحيح عن تساؤل أين نزلت سورة نوح يأتي كما ذُكر سابقًا.

قصة سورة نوح

  • يرى العديد من الفقهاء أن نزول هذه السورة مرتبط بقصة نبي الله نوح عليه السلام.
    • لأن السورة تحتوي على العديد من الأحداث التي شهدها نوح.
    • فتتناول في بدايتها الطريقة التي اختارها الله عز وجل لإرسال نوح إلى قومه.
  • فقد أمر الله نوحًا بأن يدعو قومه إلى التوحيد وترك المعاصي.
  • كما ذُكر في السورة أن نوحًا بشر قومه بأن عبادتهم لله وحده ستجلب لهم المال والأبناء، وحدائق واسعة.
  • بالإضافة إلى ذلك، قدم نبي الله نوح الكثير من الأدلة لإثبات صدق دعوته.
    • ومن بين هذه الأدلة كانت دعوته للتفكير في خلق الإنسان والسماوات والأرض.
  • استمر نوح في دعوة قومه لعبادة الله لمدة ألف سنة إلا خمسين عاماً.
    • وانتهت السورة بإباء قوم نوح ورفضهم للعبادة والإصرار على ضلالهم.
    • كما ورد في قوله تعالى: “قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارًا”.
    • مما أدى إلى غضب نوح ودعائه على قومه بالهلاك.
  • ويقول بعض الفقهاء أن سورة نوح نزلت لتأكيد ما جاء في نهاية سورة المعارج.
    • إذ يقول الله في تلك السورة: “فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرًا منهم وما نحن بمسبوقين”.
  • وهكذا جاءت سورة نوح تؤكد على قدرة الله عز وجل في إهلاك قوم واستبدالهم بآخرين.

سبب تسمية سورة نوح بهذا الاسم

  • تسرد هذه السورة المدة التي أرسل فيها نوح عليه السلام إلى قومه.
    • وعبر العديد من الفقهاء عن أن نزول السورة يتمحور حول قصة نوح ومجادلته لقومه.
    • بداية من رسالته إليهم بدعوتهم لعبادة الله تعالى.
    • كما جاء في القرآن الكريم: “إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم”.
  • إذ دعا نبي الله على قومه قائلاً: “وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا”.
    • فإن تركتهم فسوف تضل عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا.
    • جاءهم الطوفان ليغرقهم جميعًا ما عدا المؤمنين بالله.
  • وقد أوحى الله إليه أن يصنع سفينة، ويحمل فيها من كل شيء زوجين.
    • رغم استهزاء القوم به، إلا أنه استمر في تنفيذ ما أوحي إليه.
    • دعا الله أن تهطل عليهم الأمطار، وأن تتفجر الأرض بالماء.
    • في تلك الأثناء، دعا نوح ابنه للركوب معه، لكنه أبى واعتقد أنه سيتجه إلى جبل ينقذه.
    • لكن السفينة انطلقت ونجت نوح بينما هلك ابنه وقومه.
    • وانتهت السفينة إلى جبل الجودي.

هناك أيضًا عدة أسباب أخرى مرتبطة بنزول هذه السورة، منها:

  • دعوة جميع الخلق للعدل وتجنب الظلم، حيث أن عواقبه وخيمة.
  • تسليط الضوء على صبر نبي الله نوح وإصراره في الدعوة، ليلًا ونهارًا.
    • لكن ذلك زادهم فرارًا، ومع ذلك لم يفقد الأمل واستمر في رسالته.
    • تحمل ما يتعرض له من أذى من قومه، الذين كانوا يسدون آذانهم لكي لا يسمعوا له.
  • تجسيد صبر الأنبياء السابقين في تقديم رسالتهم، وطمأنة قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فضل سورة نوح

تحمل هذه السورة فضلاً عظيماً لمن يقرأها، وهناك عدة أدلة على ذلك، ومن فضائل هذه السورة:

  • استجابة الله لكل ما يحتاجه العبد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
    • ”من قرأها وطلب حاجة سهل الله قضاءها“.
  • تبشير من يقرأها نهارًا وليلاً بدخول الجنة.
    • كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
    • ”من أدمن قراءتها ليلًا نهارًا لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة“.
  • كل مؤمن يقرأها ينال دعاء نبي الله نوح عليه السلام.
  • تبشر بالسعة في المال والأبناء، وتمنح المسكن في جنات الأبرار.
  • محو السيئات من خلال الاستغفار، حيث أوصى نوح قومه بالاستغفار ليغفر لهم الله.
  • كثرة البركة والرزق في البيوت التي تقرأ فيها هذه السورة.
  • تصل دعوات نوح عليه السلام إلى المؤمن الذي يقرأها.
  • يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    • ”يا علي، من قرأها كان في الجنة رفيق نوح وله ثواب نوح ولكل آية قرأها مثل ثواب سام بن نوح“.
    • ومع ذلك يجب أن يُعرف أن هذا الحديث يعتبر ضعيفًا.

خصائص دعوة نبي الله نوح إلى قومه

كانت دعوة نوح عليه السلام تتميز بالعديد من الخصائص، ومن أبرزها:

  • تظهر صبره واجتهاده في دعوة قومه باستمرار وبكل حكمة.
    • فقد بدأ بالحكمة، ثم التأمل، ثم الإرشاد والترغيب، ثم الترهيب.
  • عدم تأثره بكلام قومه واستهزائهم، دون أن يشعر بالحزن أو الضيق.
    • على الرغم من السنوات العديدة التي قضاها في دعوته.
  • توضح ثباته وشجاعته في مواجهة قومه ومضايقاتهم له.
    • كان متسمًا بالحكمة والشجاعة، ولم يكن يخاف منهم.
Published
Categorized as إسلاميات