أين كانت موطن قوم لوط؟

موقع إقامة قوم لوط

يشير المؤرخون والباحثون في التاريخ إلى أن قوم لوط عاشوا في منطقة تُعرف بأخفض نقطة على وجه الأرض، وهي البحر الميت، الذي يقع بين غور فلسطين وغور الأردن. يتميز ماؤه بملوحته العالية وكثافته المفرطة، والتي تفوق كثافة أي بحر أو محيط آخر على الكوكب. كما أن المنطقة تحتوي على تشكيلة شاملة من الصخور الملحية الضخمة.

لقد كانت تجمعات قوم لوط متمركزة في عدة قرى في تلك المنطقة، مثل “سدوم، وعمورة، وصبرانة، وصفراء، ودوما، وصابورا، وداذوما، وصبواس، وصبعة، وصعرة”. وقد عُرف النبي لوط -عليه السلام- برحلته مع سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إلى بلاد الشام، وعندما قرر سيدنا إبراهيم العودة إلى مصر، اختار النبي لوط -عليه السلام- العودة إلى منطقة الأردن حيث استقر بها ودعا قومه لعبادة الله -تعالى- وحده.

دعوة النبي لوط

أرسل الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء إلى البشرية منذ بدء الخليقة لمساعدتهم على عبادة الله الواحد وعدم الانغماس في الفواحش والمحرمات. وقد أرسل الله -تعالى- نبيه لوط -عليه السلام- إلى قومه ليدعوهم لعبادة الله وترك عبادة الأوثان وما كانوا يرتكبونه من فواحش، حيث كانوا يقصدون الرجال بدلاً من النساء، مما يُعد مخالفة للطبيعة البشرية السليمة.

أنعم الله -تعالى- على قوم لوط بالقوة والمناعة، حيث قاموا ببناء القصور والأبنية من الصخور، مبرزين مهاراتهم في النحت والبناء، واشتهرت مدينتهم بكونها إحدى أعظم المدن. وقد حثهم النبي لوط -عليه السلام- على humility وعدم التعالي، مذكراً إياهم بأن الله -تعالى- هو من يمنحهم النعم ولديه القدرة على هلاكهم إذا لم يرجعوا عن أفعالهم.

ذُكر قوم لوط في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)، لكنهم عليكسروا وكذبوا بما جاء به النبي من الحق، فقال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).

عقاب قوم لوط

تحمل النبي لوط -عليه السلام- الكثير من الأذى الذي تعرض له من قومه، حتى جاءته الملائكة وأخبرته بضرورة مغادرة المدينة مع من آمن به في الليل، وعدم النظر إلى الخلف مهما سمعوا من أصوات. وبدوره، غادر النبي لوط ومن آمن معه القرية، وعندما أشرقت الشمس سمعوا أصواتاً هائلة ومخيفة لم يشهدها أحد من قبل.

جاء العقاب شديدًا حيث ارتفعت الأرض بهم ثم قلبت رأساً على عقب، وأمطرهم الله بحجارة من جهنم. بعد ذلك، تدفق الماء من الأرض ليغطي المنطقة بأسرها كما لو لم تكن مأهولة بالبشر في أي وقت مضى. وقد جاء تأكيد لهذه القصة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ* مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ).

Published
Categorized as معلومات عامة