وُلد أبو هُريرة -رضي الله عنه- في اليمن، حيث نشأ في أجواءها، وعمل في رعي الغنم لأهلها. كانت نشأته تعكس حياة البادية والقبيلة، وقد فقد والده في وقت مبكر من عمره، مما جعله ينشأ يتيماً. هو من قبيلة دوس اليمنية، وينتمي نسبه إلى قبيلة أزد القحطانية.
ترعرع أبو هُريرة يتيماً بعد وفاة والده في صغره، وعاش ظروفاً صعبة جعلته يعتمد على نفسه في كسب رزقه. ومع ذلك، بدأت فترة حياته تتغير بعد دخوله الإسلام. فقد قدم إلى المدينة المنورة حيث التقى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، وأعلن إسلامه في عام خيبر. وقد جلس مع النبي -عليه الصلاة والسلام- لمدة سبع سنوات حتى وفاته، حيث روى عنه خمسة آلاف وثلاثمئة وأربعةً وأربعين حديثاً.
أسلم أبو هُريرة -رضي الله عنه- في اليمن على يد الطُفيل بن عمرو، وكان إسلامه بعد إسلام الطُفيل. قام الطُفيل بزيارة النبي -عليه الصلاة والسلام- ليعلن إسلامه ويدعو النبي لتوجيه قبيلة دوس إلى الإسلام. ثم عاد الطُفيل إلى قبيلته ليبشرهم بدعوة الإسلام، وعاد إلى المدينة مع حوالي سبعين أو ثمانين فرداً منهم أسلموا، وكان أبو هُريرة -رضي الله عنه- من بينهم. قدم أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى المدينة مهاجراً من اليمن بعد إسلامه في شهر مُحرم من السنة السابعة للهجرة، وشارك في غزوة خيبر مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويقال إن إسلامه كان بين صلح الحديبية وفتح خيبر.
توفي أبو هُريرة في شهر رمضان من السنة الثامنة والخمسين للهجرة، وهناك من قال إنه توفي في شهر ذي الحجة من السنة التاسعة والخمسين. كما ورد عن سفيان بن عيينة أنه توفي هو وعائشة -رضي الله عنهما- في السنة السابعة والخمسين، بينما ذكر الواقدي أنه توفي في السنة التاسعة والخمسين. كان عمره عند وفاته ثماني وسبعين سنة، وقد وافته المنية في المدينة حيث دُفن هناك.
أحدث التعليقات