تُعتبر قرية لينة واحدة من القرى التاريخية البارزة، حيث تقع في الجهة الجنوبية من محافظة رفحاء، بُعد يتراوح حوالي 110 كيلومترات عنها. تتميز القرية بموقعها الاستراتيجي، إذ تتواجد عند نقطة التقاء الطرق الرئيسية التي تربط بين الرياض، القصيم، وحائل عبر الطريق الدولي. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر لينة إحدى الطرق التجارية القديمة التي تشكل حلقة وصل بين نجد والعراق.
تحتل قرية لينة مكانة بارزة باعتبارها إحدى أقدم القرى في شمال المملكة العربية السعودية، وتضم مجموعة من المواقع التاريخية والأثرية الهامة. تحتوي على أكثر من 300 بئر موزعة في أرجاء القرية، حيث يبلغ عمق بعض هذه الآبار حوالي 20 مترًا. يُذكر أن هذه الآبار قد أنشئت في عهد النبي سليمان عليه السلام.
تم ذكر قرية لينة في معجم البلدان بكسر اللام ثم تسكين الياء، ويقال إنها تقع في بلاد نجد. تحتوي القرية على ركايا عادية تم حفرها من حجر رخو، ويتمتع مائها بالعذوبة. وفقًا لما ذكره السكوني، تُعد لينة المحطة الرابعة للحجاج المتوجهين إلى مكة المكرمة عبر منطقة واسط، وتشتهر بكثرة الركيات والأعين، فضلاً عن وجود حوض السلطان، وهي أرض تعود لبني غاضرة، ويقال إن بها 300 عين. وقد ورد عن الأشهب بن رميلة قولٌ شهير:
ولله درّي أيّ نظرة ذي هوى
نظرت ودوني لينة وكثيبها
إلى ظعن قد يمّمت نحو حائل
وقد عزّ أرواح المصيف جنوبها
يجدر بالذكر أن لينة، كما ورد في ديوان شعر مضرّس، تُعتبر مسكنًا قديمًا لبني غاضرة، يتحدث عن أحداث تخص سليمان، عندما غادر من أرض بيت المقدس متجهًا إلى اليمن. حيث توقف لتناول الطعام في لينة، التي تُعرف بمكانها القاسي وعطش سكانها. استهزأ شيطان من هذا العطش، رغم قربهم من البحر، وعندما استفسر سليمان عن سبب ضحكه، أجاب الشيطان بأنه يضحك لعطش الناس. فوجه سليمان الناس لضرب عصيهم في الأرض، وبذلك تدفقت المياه.
أحدث التعليقات