تواجد قوم عاد في وادي يُعرف بوادي الأحقاف، حيث قال الله -تعالى-: (واذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ). ويمثل مصطلح الأحقاف في اللغة العربية الرمال الكثيرة المستديرة. وقد أشار العلماء إلى أن الأحقاف تقع بين عُمان وحضرموت.
قوم عاد هم أتباع النبي هود -عليه السلام-، وقد وصف الله -تعالى- مدينتهم في القرآن الكريم بأنها “ذات العماد”، كما هو مذكور في قوله -تعالى-: (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)، أي المدينة التي تتميز بالأعمدة الشاهقة. وهذا يعكس عظمة المدينة وكبر حجمها.
كانت مدينة قوم عاد تُعتبر من المدن العظيمة حيث أظهرت الآثار وجود قصور هائلة في المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وخاصة في الربع الخالي بين حضرموت. وكان قوم عاد يتمتعون بمهارة نحت الجبال لصنع هذه القصور العظيمة.
يرتبط نسب قوم عاد بعاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح -عليه السلام-. ونجد أن الزمن بين قوم عاد ودعوة سيدنا نوح -عليه السلام- كان قصيراً، وقد علموا بما جرى لقوم نوح عندما كذبتهم دعوته فكان عقاب الله لهم بالطوفان.
أرسل الله -تعالى- سيدنا هود -عليه السلام- ليهدي قوم عاد إلى عبادة الله وحده، ومنحهم العديد من النعم، ومنها:
حقق الله -تعالى- لقوم عاد الأمن والسلطة، وجعلهم خلفاء في الأرض، ومنحهم القوة والقدرة الدائمة. فقد كانوا يتمتعون بجسد قوي كما تطرق الله -تعالى- في قوله: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ).
أكرم الله -تعالى- قوم عاد بمهارات عمرانية وصناعية متقدمة، حيث بنوا القصور العظيمة وسكنوا فيها، ونحتوا من الجبال قصورًا تفوق الأرض والجبال.
أعطى الله -تعالى- قوم عاد جنات ونخيلًا وزروعًا وفيرة، مما جعلهم يكتفون بما لديهم ولا يحتاجون إلى مساعدة القبائل المجاورة. كما منحهم النعيم والأبناء والرزق الوفير.
رد قوم عاد على رسالة التوحيد التي بُعثت إليهم عبر نبيهم هود -عليه السلام- بالكذب، واستمروا في طغيانهم، واعتمدوا على قوتهم وعنفهم، متغافلين عن حكم الله الذي قد ينزل عليهم.
قام سيدنا هود -عليه السلام- بتذكيرهم بعبادة الله وترك الأصنام، إلا أنهم استمروا في تكبرهم وغفلتهم، مما دفع الله -تعالى- لإرسال ريح عاتية دمرت قوم عاد واستمرت لعدة أيام.
قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ* تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ* فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)، فدمرت هذه الريح كل من كذب برسالة هود -عليه السلام-.
أحدث التعليقات