جزيرة بورتوريكو

تُعتبر جزيرة بورتوريكو (بالإنجليزية: Puerto Rico) كومنولثًا يتمتع بالحكم الذاتي، بينما ترتبط بشكل مباشر بالولايات المتحدة الأمريكية. تُعد مدينة سان خوان هي العاصمة الرسمية للجزيرة. تمكنت القوات الإسبانية من السيطرة على بورتوريكو في عام 1493، وعقب مرور قرون عديدة، تخلت إسبانيا عن الجزيرة لصالح الولايات المتحدة. في عام 1952، حصلت بورتوريكو على استقلالها بعد أن وضعت دستورًا يُؤكد على كونها جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي، مع اعتماد الدولار الأمريكي كعملة رسمية لها.

موقع جزيرة بورتوريكو

تقع جزيرة بورتوريكو في الجهة الشرقية من مجموعة جزر الأنتيل الكبرى، حيث تبعد نحو 80 كيلومترًا عن جمهورية الدومينيك الشرقية، و65 كيلومترًا عن جزر فيرجن من الغرب. كما تقع على بُعد حوالي 1600 كيلومتر من ولاية فلوريدا الأمريكية من الجنوب الشرقي. تضم بورتوريكو أيضًا جزيرتين هما كولبرا وبييكيس بالقرب من سواحلها الشرقية. يتخذ شكل الجزيرة هيئة مستطيلة.

الجغرافيا في بورتوريكو

تمثل الجبال والتلال التي تُستخدم في الزراعة حوالي 75% من مساحة بورتوريكو. يُفصل بين الساحل الجنوبي والشمالي للجزيرة نطاق يُعرف بالكورديليرا الوسطى. تعد قمّة سيرو دي بونتا هي الأعلى في بورتوريكو، إذ يبلغ ارتفاعها نحو 1338 مترًا. أما الساحل الشمالي للجزيرة فيمتد بطول 160 كم، بعرض يصل إلى 8 كم. تقع مجموعة من الأودية الأساسية على الساحل الشرقي، وتمتد من فاجاردو إلى كيب مالا باسكوا وحول كاغواس.

يوجد في المنطقة الشرقية الوسطى من بورتوريكو جزيرتان صغيرتان، وهما جزيرة بييكيس التي تبلغ مساحتها نحو 132 كم²، وجزيرة كولبرا التي تصل مساحتها إلى حوالي 62 كم². تحتوي بورتوريكو أيضًا على حوالي 50 مجرى مائي من الأنهار، بالرغم من كونها غير مناسبة لإبحار السفن الكبيرة. يُعتبر نهر ريو دي لا بلاتا الذي يمتد من كايي إلى دورادو (74 كم) هو الأطول في الجزيرة، حيث يصب في مياه المحيط الأطلسي. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر في بورتوريكو مجموعة من البحيرات الصناعية والطبيعية مثل بحيرة دوس بوكاس.

مناخ بورتوريكو

تساهم الرياح التجارية من الشمال الشرقي في الحفاظ على استقرار مناخ بورتوريكو، حيث تُعتبر الجزيرة ضمن المناطق الاستوائية. ويبلغ متوسط درجات الحرارة في عاصمتها سان خوان حوالي 27 درجة مئوية، بينما تتراوح درجات الحرارة بين 25 درجة مئوية في شهر يناير و28 درجة مئوية في يوليو. الحد الأدنى من درجات الحرارة يصل إلى 23 درجة مئوية، في حين أن الحد الأقصى يصل إلى 30 درجة مئوية. يختلف متوسط تساقط الأمطار حسب المناطق المختلفة في الجزيرة.

السكان في بورتوريكو

بلغ عدد سكان جزيرة بورتوريكو حوالي 2,802,565 نسمة في عام 2021. يتكون مجتمع الجزيرة من مزيج من السكان، حيث يشكل الأميركيون 61%، بالإضافة إلى السكان من أصول أفريقية بنسبة 27%، والقبائل الأصلية من الهنود الحمر، وسكان من أصول مختلطة، مع وجود أقليات من أصول آسيوية. اللغتان الإسبانية والإنجليزية هما اللغتان الرسميتان في بورتوريكو، وتُعتبر الديانة الرومانية الكاثوليكية الأكثر انتشارًا بين السكان.

التعليم في بورتوريكو

تتمتع جزيرة بورتوريكو بقطاع تعليمي متطور. حيث كان في عام 1900 متوسط نسبة الطلاب الذين التحقوا بالمدارس نحو 14%، وزاد هذا العدد في عام 1940 ليصل إلى حوالي 50%، وبلغت النسبة حوالي 85% في السبعينيات من القرن الماضي، حيث عملت الحكومة على تشجيع الطلاب ذوي الدخل المنخفض للالتحاق بالمدارس من خلال توفير منح دراسية، وملابس مدرسية، ووجبات طعام، وأحذية بأسعار معقولة.

التعليم إلزامي لجميع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين ست سنوات وستة عشر عامًا في بورتوريكو. تعتمد العملية التعليمية في المدارس على استخدام اللغتين الإسبانية والإنجليزية. تمتلك الجزيرة جامعة رئيسية تُعرف بجامعة بورتوريكو، التي تضم مجموعة من الكليات التي تقدم تخصصات متنوعة.

اقتصاد بورتوريكو

كان قطاع الزراعة هو الأكثر نموًا في الجزيرة، ولكن الحوافز الاستثمارية والإعفاءات الضريبية ساهمت في تعزيز قطاع الصناعة، الذي يُشكل الآن نحو 45% من الناتج المحلي الإجمالي. يعد قطاع البناء من القطاعات القوية في بورتوريكو، حيث يُعتبر من أسرع القطاعات النمو، نتيجة ارتباطه بقطاع السياحة الذي يساهم بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل فيه حوالي 60 ألف شخص. تعرضت بورتوريكو لتباطؤ اقتصادي على مر السنوات، لكن سرعان ما بدأت في تحسين الظروف الاقتصادية من خلال زيادة الاستثمار الخارجي في الصناعات الرأسمالية مثل البتروكيماويات والأدوية والتكنولوجيا.

الفنون في بورتوريكو

تتميز بورتوريكو ببيئة فنية نابضة، حيث يُعتبر مسرح تابيا في العاصمة سان خوان واحدًا من أبرز المسارح التي تجمع بين الفنانين المحليين والدوليين. تأسس مسرح تابيا في عام 1832. تحتوي بورتوريكو على العديد من المراكز الفنية الأخرى أيضًا، مثل مركز الفنون الجميلة الذي يُعد الأكبر في منطقة البحر الكاريبي، حيث يوفر مجموعة متنوعة من الفنون. كما تمتلك الجزيرة فرقة أوركسترا تهتم بالموسيقى المحلية، بالإضافة إلى مهرجان سنوي للموسيقى يستقطب فنانين عالميين إلى بورتوريكو.