تتميز المملكة العربية السعودية بوجود العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى الحضارات القديمة، ومن بين هذه المواقع تبرز آثار الرجاجيل، التي أثارت الكثير من التساؤلات. في هذا المقال، سنستعرض موقع آثار الرجاجيل القديمة وأهميتها.
مقدمة حول موقع آثار الرجاجيل القديمة
- تعتبر آثار الرجاجيل من أقدم الآثار المكتشفة في صحراء الجوف شمال شرق المملكة العربية السعودية، حيث تشير الحفريات إلى أنها تعود إلى الحضارة التشالكوليثية حوالي 4000 قبل الميلاد.
- النقوش الموجودة على هذه القطع الأثرية تتضمن كتابات ثمودية، بالإضافة إلى بعض النقوش التي لم يتمكن العلماء من تفسيرها بالكامل، ويرجح البعض أنها مقابر لأبرز شخصيات تلك الحضارة.
- تعد هذه الآثار من أقدم ما تم العثور عليه في منطقة سكاكا، حيث تتواجد العديد من الأعمدة المكسورة، ويتراوح ارتفاع كل عمود لحوالي ثلاثة أمتار.
- تُظهر هذه الآثار تشابهًا كبيرًا مع آثار ستونهنج في قرية أفيبري جنوبي بريطانيا، حيث تحتوي أيضًا على مجموعة من الأعمدة ذات الأوزان المتعددة بين 3 و22 طن، التي شيدت بواسطة الإنسان دون آلات.
ما هي آثار الرجاجيل القديمة؟
- تتكون آثار الرجاجيل من مجموعة من الأعمدة، تنقسم إلى 50 مجموعة وكل مجموعة تحتوي على عدد من الأعمدة يصل في بعض الأحيان إلى 13 عمودًا، يبلغ ارتفاع كل عمود حوالي 3.5 متر وعرضه حوالي 60 سم.
- تتكون هذه الأعمدة من الأحجار، وتصميمها يأخذ شكل دائرة، حيث يظهر بعض الأعمدة في وضع قائم وبعضها مستلقٍ على الأرض.
- يعتقد البعض أن هذه المنطقة كانت مخصصة لتقديم القرابين أو كأطلال لمدينة قديمة، وهي بقايا أسوارها.
- ومع ذلك، الرأي الأكثر شيوعًا يفيد بأنها كانت طريقًا تجاريًا قديمًا يربط بين المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا والعراق، وتنسق هذه الأعمدة مع شروق وغروب الشمس.
تاريخ أعمدة الرجاجيل
- ترتبط هذه الأعمدة بمعبد يعود تاريخه إلى 4000 قبل الميلاد وفقًا لآراء باحثي التاريخ، وتظهر بوضوح تأثير العصر الحجري المعدني، ويُشار إليها بهذا الاسم تميزًا بالرجل الواقف.
- قد يكون بناء هذه الأعمدة تم في العصور القديمة كموقع لمراقبة الفلك والنجوم، وقد تكون أيضًا مركزًا دينيًا، حيث وضعت الأعمدة بطريقة تشير إلى تبعية كل قبيلة لمجموعة معينة منها.
- يُحتمل أيضًا أنها كانت مركزًا للحج في الزمن القديم، حيث تم العثور على العديد من الأدوات الحجرية في موقع آثار الرجاجيل تعود إلى العصر الحجري الحديث، بما في ذلك السهام والمكاشط.
وثيقة متحف دومة الجندل
تُظهر هذه الوثيقة أن تصميم هذه الأعمدة قد يكون دليلاً على طقوس دينية تمارسها بعض المجتمعات، أو تشير إلى أوضاع اقتصادية معينة. وتفصل الوثيقة أن زمن هذه الحضارة يمتد ليشمل:
- كلا من المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا والعراق وسيناء، حيث كانت الحضارة تتميز باستخدام الفخار والزراعة والرعي والأنشطة البدائية الأخرى، بالإضافة إلى وجود أعمدة مشابهة لتلك الموجودة في آثار الرجاجيل في سيناء.
- وقد كانت هذه المناطق منازل مؤقتة ثم تغير المناخ إلى صحراوي جاف، مما دفع السكان إلى الاستقرار بالقرب من مصادر المياه الجوفية وأراضي الخصوبة، مما ساعد على نشوء التجارة.
- يجدر بالذكر أن هذه الآثار لم تُطور سياحيًا حتى الآن، مما يستدعي أهمية الاهتمام بهذه المنطقة السياحية الهامة، والسعي للوصول إلى تفسيرات واضحة لشأن هذه الآثار وتاريخ حضارتها.
أحدث التعليقات