أين تم تصنيع أول آلة كمان في التاريخ؟

آلة الكمان

تُعتبر آلة الكمان واحدة من الآلات الوترية الرائدة، حيث تتألف من أربعة أوتار. تُعد آلة الكمان من أكثر الأدوات شهرة في الموسيقى الكلاسيكية، بفضل ما تتمتع به من صوتٍ عذب يُعتبر الأجمل بين جميع الآلات الموسيقية. تُعتبر هذه الآلة من أرقى وأعظم الآلات الوترية التي تُعزف بالقوس، وتتميز بالتعبير الفني الرفيع ضمن المجموعة الوترية. منذ أكثر من مئتي عام، هيمنت آلة الكمان بخصائصها الفريدة على الساحة الموسيقية، ولم تنافسها إلا آلة البيانو، رغم أنه لم يكن للبيانو القدرة على تقليص أهمية الكمان، حيث يحمل كل منهما خصوصياته المميزة.

تشير بعض النظريات إلى أن الآلات ذات القيمة العالية نشأت في ثقافة الفروسية، مثل البزق الذي تعود جذوره إلى أوزباكستان خلال العصور الحديثة. يُعتقد أن الفرسان المغوليين الأتراك كانوا من أقدم عازفي آلة الكمان على مر العصور، حيث كان التصميم القديم للكمان مستقيماً ويحتوي على وترين مصنوعين من شعر الخيل. في الماضي، كانت آلة الكمان غالباً ما تحمل زخارف رأس الحصان في نهايتها، بينما آلات الكمان الحالية، بما في ذلك التشيلوت، لا تزال تستحدم أوتاراً مصنوعة من شعر الخيل، وهو إرث عن البدو.

انتشرت الآلات الوترية في مختلف المناطق كالصين والهند والإمبراطورية البيزنطية، حيث تطورت كل آلة وفقاً لخصوصية الثقافة المحلية. ظهر (الإرهو) في الصين، و(الربابة) في الشرق الأوسط، بينما ظهرت القيثارة في الإمبراطورية البيزنطية، و(الإسراج) في الهند. كما أخذ شكل الكمان الحالي في التطور في القرن السادس عشر في شمال إيطاليا.

تاريخ الكمان وتطوّره

تطورت آلة الكمان الأوروبية لتبرز كأكثر الآلات الوترية تميزاً، حيث يُعتقد أن أول من صنعها قد استند إلى ثلاث آلات رئيسية هي: الربابة، والقيثارة البيزنطية، والقيثارة ذات الذراع.

يُعتبر الكمان الذي نعرفه اليوم معزوفاً على أربعة أوتار، وقد صنعه الحرفي (أندريا أماتي) عام 1555م؛ حيث يُعد كمان أماتي الأقدم موثقاً في التاريخ. قبل ذلك، كانت الآلات المستخدمة تحتوي على ثلاثة أوتار، وكان يُطلق عليها اسم (فيوليتا). لعبت مدينة البندقية دوراً رئيسياً في تطور الكمان، حيث كان يتم الإشارة إليه بدوره كـ(قيثارة)، نسبةً إلى القيثارة البيزنطية.

شهدت البندقية وجود سبعة حرفيين مختصين في صناعة الآلات الوترية، ومنها (كمان البرتو)، ومن ثم انتشر الكمان بسرعة ليصبح محط اهتمام النبلاء وعازفي الشوارع. ويُقال إن الملك الفرنسي (تشارلز التاسع) أصدر أمراً لصنع 24 كماناً عام 1560م.

يُعتبر (كاسبارو دا سالو) من أفضل الكمانات في العالم، وقد تم صنعه عام 1574م. انتقل هذا الكمان ليصبح ملكاً للأرشيدوق النمساوي فرديناند الثاني، ثم إلى الفنان النرويجي (أول بول) الذي استخدمه لمدة أربعين عاماً، وهو الآن معروض في متحف (الفن الزخرفي) في مدينة بيرجن، غرب النرويج.

فيديو عن أنواع الآلات الموسيقية

شاهد الفيديو للتعرف على أنواع غريبة من الآلات الموسيقية لم تسمع بها من قبل:

Published
Categorized as الآلات الموسيقية النادرة