في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان الصحابة يرفعون الأذان بأصواتهم الجميلة، وكانوا يتجهون إلى الأماكن المرتفعة لأداء هذه المهمة. ووفقًا للمتخصصين، فقد تم ابتكار المآذن خلال العصر الأموي. هناك رأيان بشأن مكان أول مئذنة في الإسلام:
يُعتبر الصحابي الجليل بلال بن رباح -رضي الله عنه- أول مؤذن في الإسلام. وهناك رواية عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- تتحدث عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما دخل المدينة وان gathered المسلمون للصلاة، حيث قال: (أوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بالصَّلَاةِ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: يا بلال، قُمْ فَنَادِ بالصَّلَاةِ).
كان للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عدد من المؤذنين بجانب بلال بن رباح، ومنهم:
يُعرف عبد الله بن أم مكتوم بأنه عمرو بن قيس بن شريح. ويقول بعضهم إنه عمرو، وهو ابن قيس من بني عامر بن لؤي. كانت والدته أم مكتوم، التي تُدعى عاتكة، من قبيلة المخزوم. وكان أعمى، ويؤذن مع بلال بن رباح. وورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (كانَ لِرَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مُؤَذِّنَانِ: بلَالٌ، وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأعْمَى).
كان عبد الله يؤذن لأذان الفجر الثاني، إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة حول الإمساك عن الطعام والشراب في شهر رمضان: (إنَّ بلالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى تَسْمَعُوا أذانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ).
تتعدد الأقوال بشأن اسم أبو محذورة، حيث يُقال إنه سمرة بن معير، أو معير بن محيريز، أو أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عويج. وعندما أسلم، أوصاه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأذان في معركة حنين، ثم أصبح مؤذناً في مكة خلفاً لبلال بن رباح -رضي الله عنه-، رغم أنه لم يهاجر. وقد قام بقول: “لولا الآذان لهاجرت”.
يُعرف سعد بن عائذ المؤذن بأنه مولى عمار بن ياسر، وهو مشهور بلقب سعد القرظ لأنه كان يبيع القرظ، وهو ورق شجر قوي معروف لدبغ الجلود. وقد عينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- مؤذناً في مسجد قباء، وكان خليفة لبلال عند غيابه. واستمر في تأدية الأذان حتى وفاته في عهد الخليفتين أبو بكر وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.
أحدث التعليقات