يعتقد الدكتور محمد راتب النابلسي أن البحرين المذكورين في القرآن الكريم هما المحيط الهندي والبحر الأحمر. حيث أفاد بأن ذرات المياه في البحر الأحمر، عندما تتحرك نحو خط وهمي عند باب المندب، تعود مرة أخرى إلى البحر الأحمر. بينما تندفع ذرات المحيط الهندي نحو البحر الأحمر، فإنها تنخفض عند البرزخ، لتعود مجددًا نحو المحيط الهندي، مما يمنع تطغى أحدهما على الآخر.
تجلّت مظاهر عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- في الكون من خلال تراكيب متعددة، والتي يمكن للأفراد استنتاجها عبر ما منحهم الله من النعم مثل العقل والإرادة. ومن بين تلك الظواهر هي التقاء البحرين دون أي خلط، وهو ما أشار إليه الله -عز وجل- في سورة الرحمن بقوله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ).
وقد ذُكرت البرزخ الذي يفصل بين البحرين أيضًا في سورة الفرقان، حيث قال الله -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا). يشير البرزخ المذكور في الآيات إلى المنطقة الفاصلة بين البحرين، حيث يعمل كجدار مرن يمنع خلط المياه.
تعددت التفاسير المتعلقة بهذه الآية، واتفقت على نقاط محددة، نستعرضها من خلال تفسير الشيخ مصطفى العدوي:
في حياتنا اليومية، نلاحظ عدم اختلاط الماء بالزيت نتيجة اختلاف الكثافة بينهما. فهل هذا له علاقة بعدم اختلاط البحر بالأنهار؟ سنوضح ذلك من خلال النقاط التالية:
كل ما في الكون مُصمم بشكل متوازن وبما يتناسب مع وظيفته، نحن نحاول جاهدين استنباط الحكم وراء الظواهر التي تحيط بنا، ومن بينها ظاهرة عدم اختلاط ماء البحر بالنهر، ومن الحكم المستنتجة ما يلي:
أحدث التعليقات