يتواجد المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو في ساحة فونتنوا بمدينة باريس الفرنسية، وقد تم افتتاحه في نوفمبر 1958. صُمم المبنى بواسطة ثلاثة مهندسين من جنسيات متعددة، وجرى الحصول على موافقة لجنة دولية قبل بدء البناء، مما أدى إلى ظهور ميزات معمارية رائعة جعلت منه واحداً من أبرز المعالم المعمارية في العالم. يشبه المبنى الذي يتخذ شكل نجمة ثلاثية الأوجه، مكاتبها مصممة على شكل حرف Y، ويعتمد الهيكل على 72 عموداً خرسانياً. ويشمل المقر الرئيسي ثلاث مبانٍ إضافية، كل منها يتمتع بتصميم معماري فريد.
تسمى البناية الثانية بـ”الاكورديون”، حيث تحتوي على قاعة بيضاوية الشكل تُستخدم لعقد المؤتمرات، وتعتبر أيضاً مقراً للجلسات العامة للمؤتمر العام. أما المبنى الثالث فقد تم تصنيعه على شكل مكعب، في حين يتكون المبنى الرابع من طابقين مجوفين للمكاتب ذات تصميمات تحاكي الساحات الصغيرة الموجودة تحت مستوى الشارع. تبهر المباني الزوار بقطع فنية جميلة لفنانين مختلفين، مما يجعلها بمثابة متحف يرحب بالزوار من جميع أنحاء العالم، حيث يعبر الفن عن قيم المنظمة في تعزيز السلام في مناطق متعددة حول العالم.
تحتوي منظمة اليونسكو على إدارات متخصصة تُعرف بالمعاهد، التي تدعم برامجها بنفس الطريقة التي تقدم بها المكاتب الوطنية دعمها للمكاتب الإقليمية. وفيما يلي أبرز أنواع المعاهد التابعة لمنظمة اليونسكو:
تُعرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (بالإنجليزية: United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization) بـ”اليونسكو” (UNESCO)، وقد أُسست في 16 نوفمبر 1945، ويقع مقرها في باريس، حيث تمتلك أكثر من 50 مكتباً ميدانياً حول العالم.
تركز اليونسكو على قضايا رئيسية تشمل: أفريقيا والمساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والشعوب والثقافات المختلفة وتهيئة الظروف الملائمة لذلك. تهدف هذه الأنشطة إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز ثقافة السلام، واحترام حقوق الإنسان، والحد من الفقر. كما تعمل اليونسكو على تحقيق مجموعة من الأهداف عبر دعمها لمجموعة متنوعة من القطاعات وتطوير أنشطتها، ومن الأهداف الرئيسية التي تسعى لتحقيقها ما يلي:
تنشط اليونسكو في خمس مجموعات إقليمية، وهي: أفريقيا، والدول العربية، وآسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا وأميركا الشمالية، وأميركا اللاتينية. ويتبع هذه الأقاليم 193 دولة كأعضاء، حيث تضع خططاً وأنشطة خاصة تتناسب مع احتياجات كل إقليم، وتتمحور برامج اليونسكو حول خمسة قطاعات رئيسية تشمل: التعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، الثقافة، وقطاع الاتصالات والمعلومات.
تولي اليونسكو أهمية كبيرة لقطاع التعليم، حيث تسعى لضمان استمراريته مدى الحياة وإتاحة التعليم الأساسي للجميع دون تمييز. من هذا المنطلق، أطلقت اليونسكو برنامج “التعليم للجميع”، الذي يهدف إلى محو الأمية وتوفير فرص تعليم متساوية للجميع. كما تتعاون الدول الأعضاء لتقديم مقترحات تهدف إلى تحسين جودة التعليم لجميع المستويات، من محو الأمية وحتى الدراسات العليا، مع التركيز على إعادة التعليم للدول التي تأثرت بالصراعات وتعزيز التعاون في تبادل المعلومات وتطوير القدرات.
تسعى اليونسكو أيضاً لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وتثقيف الأفراد بيئياً، كما أعيد تأسيس اللجنة الوطنية الأمريكية لليونسكو في عام 2004 لتحقيق أهداف المنظمة في مجال التعليم، وتضم اللجنة ممثلين من المنظمات غير الحكومية والنشطاء الأكاديميين إضافةً إلى الجمهور والحكومات المحلية.
أنشأت اليونسكو برنامجين بارزين في العلوم الطبيعية هما: البرنامج الهيدرولوجي الدولي، وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي. وفيما يلي لمحة عن كل منهما:
تتضمن الأنشطة الأخرى في مجال العلوم الطبيعية ما يلي:
يلعب دور اليونسكو في هذا المجال دوراً بارزاً في الحفاظ على الأخلاقيات المرتبطة بكل ثقافة عالمية، وخاصة أخلاقيات البيولوجيا. تتضمن جهود اليونسكو في هذا الشأن وضع معايير وقوانين لحماية هذه القيم مع تقدم العلوم والتكنولوجيا. تشمل البرامج الهامة برنامج أخلاقيات البيولوجيا، واللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا، واللجنة الحكومية الدولية لأخلاقيات البيولوجيا.
تساهم اليونسكو في إدارة التراث العالمي وحمايته عن طريق تصنيفه إلى ست فئات، تشمل التراث الثقافي، والتراث الطبيعي، والتراث المادي وغير المادي، بالإضافة إلى التراث المنقول وغير المنقول. أنشأت اليونسكو في عام 1972 قائمة لمواقع التراث العالمي لحمايتها.
كما تسعى اليونسكو لإعادة ترميم المواقع التراثية المتضررة، وقد قامت بترميم مئذنة في مدينة مكناس بالمغرب بعد انهيارها، وتقدم مساعداتها لجمهورية الكونغو لاستعادة نظامها البيئي.
تدعم اليونسكو قطاع الاتصالات والمعلومات من خلال ضمان حرية التعبير والصحافة، إذ تشجع على إبداء الرأي وضمان سلامة الصحفيين في نقل المعلومات عبر وسائل الإعلام المختلفة. كما تسهم في وضع خطة العمل الجديدة للأمم المتحدة لعام 2030 لتعزيز حرية الصحافة.
تعقد اليونسكو مؤتمراً كل سنتين يُعرف بالمؤتمر العام، حيث يجتمع ممثلو الدول الأعضاء. يهدف هذا المؤتمر إلى تحديد السياسات الرئيسة والخطط التنفيذية، وذلك بإشراف ست لغات مختلفة، منها العربية، والإنجليزية، والفرنسية وغيرها. ويحق لكل دولة التصويت بصوت واحد، بغض النظر عن حجمها.
تم تنظيم مؤتمر في عام 1945 شارك فيه 44 دولة، ناقش إمكانية تأسيس منظمة لتعزيز التضامن الفكري والأخلاقي بين المجتمعات، منهياً بمصادقة 37 دولة على الدستور في 16 نوفمبر 1945. بدأت المنظمة أعمالها في الرابع من نوفمبر 1946 وبات العدد الآن 195 دولة.
أحدث التعليقات