تُعتبر أرض كنعان منطقة تاريخية تتحدث لغة سامية، وتشمل حاليًا كلاً من لبنان وسوريا وفلسطين والأجزاء الغربية من الأردن. كانت هذه المنطقة ذات أهمية استراتيجية خلال العصر البرونزي المتأخر، لا سيما في فترة العمارنة، حيث كانت محور صراع بين الآشوريين والإمبراطورية المصرية. في هذه المقالة، سوف نستعرض موقع أرض كنعان وأهميتها التاريخية.
تمتد أرض كنعان على المناطق الساحلية التي تربط بين المملكة المصرية في الجنوب ومصب نهر العاصي في الشمال، وتشتمل على منطقة فلسطين. وقد عُرف سكانها في التوراة العبري بأنهم مجموعة إثنية. تجدر الإشارة إلى أنه تم تغيير اسم كنعان بعد أن استولت الإمبراطورية الرومانية على المنطقة. وقد أسس الكنعانيون مستعمرات جديدة بين القرن السابع والقرن الرابع قبل الميلاد، من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى ساحل الأطلسي.
توجد عدة نظريات بشأن سبب التسمية “كنعان”، حيث أطلق هذا الاسم من قبل شعوب وأمم متعددة، ومن بينها:
ينتمي الكنعانيون إلى العائلة السامية، وقد استقروا في فلسطين وجنوب سوريا، حيث سيطروا بشكل كامل على تلك الأراضي، مما جعلها تُعرف بـ “بلاد كنعان” أو “أرض كنعان”. يُعتقد أن الكنعانيين هم من أكبر موجات الهجرة القادمة من شبه الجزيرة العربية، على الرغم من أن بعض الاكتشافات تشير إلى أن المدن الكنعانية في فلسطين أقدم من تلك الموجودة في شبه الجزيرة العربية. وتُعتبر أريحا من أقدم المدن في التاريخ. قدم المؤرخون القدماء عدة فرضيات بشأن أصل الكنعانيين، بما في ذلك الرأي الذي يفيد بأن أصولهم تعود إلى سواحل الخليج العربي.
قامت الدولة المصرية بقيادة الملك “وني” بغزو بلاد الشام خلال فترة الدولة المصرية الحديثة، واستمر هذا الغزو حوالي اثني عشر قرنًا. كان عدد الجيش المصري محدودًا، إلا أن هدف الغزو كان حماية المصالح التجارية لمصر. بدأت الحملة بالهجوم على مجدو في عام 1468 قبل الميلاد بقيادة “تحتمس الثالث”، وقد تمثل الحلف الذي قام بمقاومة الغزو المصري في 350 دويلة كنعانية. تمكن المصريون في النهاية من السيطرة بعد حصار مدينة مجدو لمدة سبعة أشهر.
تأسست الدولة الحورية في المنطقة، وحدث صراع بينها وبين مصر في بلاد الشام. بعد فترة من القتال، تم إبرام سلام من خلال زواج الملك المصري من ابنة الملك الحوري، الأمر الذي أدى إلى استقرار الأمور شمال بلاد الشام. ومع ذلك، ادعى الملك الحموري “عبدي عشيرتا” رغبته في توحيد بلاد الشام، مما أدى إلى السيطرة على الإمارات الكنعانية. ومع دعم الحثيين، تمكنوا من توحيد البلاد ثم غزوها وتنفيذ سيطرتهم، رغم محاولات بعض المدن الشامية المقاومة.
سقطت الدولة العثمانية عام 1190 قبل الميلاد نتيجة هجمات شعوب من العراق والإغريق. استغل الملك الآشوري “تجلات بلاسر الأول” هذه الفرصة واحتل جنوب سوريا، حيث أجبر مدينة جبيل على دفع الجزية. رغم ذلك، كانت الفترة التي قضاها الآشوريون في المنطقة قصيرة ومحدودة.
تعرضت أرض كنعان للغزو من قبل الأقوام الحورية عدة مرات بسبب ضعف السلطة المصرية بعد زوال الأسرة الثانية عشر. وتمكن هؤلاء من جمع عدد من المرتزقة، بما في ذلك بعض الإسرائيليين. ومع ذلك، تمكنت مصر من طرد هؤلاء الغزاة خلال حكم الأسرة الثامنة، ولكنهم لاحقوا قواتهم إلى مدينة شاروحين في جنوب فلسطين وبدأوا في مهاجمة الكنعانيين. كان “تحتمس الأول” أول من غزاهم، مما دفع الكنعانيين لتشكيل تحالفات لمواجهة الحملات المصرية، التي قادها “تحتمس الثالث” عبر 16 حملة، حتى تمكن من استعادة السيطرة على كامل أرض كنعان.
أحدث التعليقات