يُعتبر “يثرب” الاسم الأصلي للمدينة المنورة، إلا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بعدم استخدام هذا الاسم. جاء ذلك لأن “يثرب” يعد اسمًا جاهليًا غير محبذ، وقد منح النبي المدينة مسميات جديدة مثل “طيبة” و”طابا”، المستمدتان من الطيب. يُشكل اسم “يثرب” بحد ذاته اشتقاقًا من “الثرب” الذي يعني الفساد، بينما يرتبط “التثريب” بمفهوم المؤاخذة على الذنب. وقد ورد في الحديث الشريف: ((أُمِرْتُ بقريةٍ تأكُلُ القُرَى، يقولون يَثْرِبَ، وهي المدينةُ، تَنفِي الناسَ كما يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ)).
تقع المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وتحدد إحداثياتها الفلكية بين خط عرض 24.47 درجة، وخط طول 39.61 درجة، حيث ترتفع عن مستوى سطح البحر بمقدار 603 أمتار. تقع يثرب في منطقة الحجاز في الجهة الغربية من المملكة، تستقر على بعد 160 كيلومترًا من البحر الأحمر و442 كيلومترًا من مكة المكرمة. تُعتبر المدينة المنورة واحدة من أقدس المدن الإسلامية.
المدينة تحتضن إقليم الحجاز، الذي يُفصل بين سهل تهامة والمرتفعات الجبلية في نجد، وتحاط بمجموعة من الحدائق والروضات من كافة الاتجاهات، كما تُحيط بها الجبال من جميع الجوانب باستثناء الجهة الجنوبية الشرقية، مما يمنح المدينة موقعًا استراتيجيًا يربط بين بادية نجد والبحر الأحمر، وبين اليمن والشام، مما يُعزز مكانتها كمدينة للقوافل.
المدينة المنورة تحمل مجموعة من الأسماء، بما في ذلك: “يثرب”، “مدينة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”، “طيبة”، “طابة”، “المسكينة”، “العذراء”، “الجابرة”، “المحببة”، “المجبورة”، “الناجية”، “آكلة البلدان”، “المحفوفة”، “المحفوظة”، “البارة”، “الحسيبة”، “الخيرة”، “دار الأبرار”، “دار الأخيار”، “ذات الحرار”، “ذات النخيل”، “دار الهجرة”، “دار السنة”، “العاصمة”، “المرزوقة”، “المرحومة”، “المحرمة”، “القاصمة”، “الشافية”، “المختارة”، و”المدينة”.
تشير الكتابات المعينية إلى اسم مدينة يثرب، مما يدل على أنها كانت معروفة قبل القرن السابع قبل الميلاد. وقد ذكرها الجغرافي الشهير بطليموس باسم (iatrrippe). يختلف المؤرخون العرب في تفسير أصل تسمية المدينة بهذا الاسم، حيث يرى بعضهم أن “يثرب” مُشتق من “التثريب” الذي يشير إلى الفساد، بينما يعتقد آخرون أن التسمية تعود إلى رئيس من العماليق، إضافةً إلى وجود تفسيرات أخرى متعددة لهذا الاسم.
أحدث التعليقات