مدينة عدن

تُعد مدينة عدن واحدة من المدن البارزة في الجمهورية اليمنية، وقد كانت مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة. تم ذكر عدن في العديد من النقوش التاريخية والكتب المقدسة، كما تميزت عبر العصور بموقعها الاستراتيجي. وغالباً ما يُشار إليها بلقب “عين اليمن”، حيث تلعب دوراً حيوياً في السيطرة على ممر البحر الأحمر.

الموقع الجغرافي

تقع مدينة عدن على بحر العرب في الجزء الجنوبي من اليمن، وهي تطل أيضاً على ساحل خليج عدن، الذي يُعتبر مسطحا مائياً كبيراً يمتد إلى المحيط الهندي. بارتفاع يبلغ حوالي ستة أمتار فوق سطح البحر، تُحيط بالمدينة عدة محافظات يمنية، إذ تقع محافظة لحج من الجهة الشمالية والشرقية، بينما محافظة أبين تحدها من الشمال الغربي. كما تربط المدينة طرق برية مع كل من أبين ولحج وتعز من الجهة الشمالية.

تعتبر عدن العاصمة الاقتصادية لليمن، حيث تبعد عن العاصمة السياسية صنعاء حوالي 363 كيلومتراً. تحتضن المدينة مطار عدن الدولي الذي يُعد من أهم المنافذ الجوية، بالإضافة إلى ميناء عدن الذي يُشكل ميناءً بحرياً حيوياً للمدينة.

تعتمد مدينة عدن على شكل شبه جزيرتين، ما يساهم في تميزها بظاهرة نسيم البحر والبر، حيث تشهد المدينة تبادل النسمات بين البحر واليابسة على مدار النهار والليل. ومع ذلك، يوجد اختلاف ملحوظ في درجات الحرارة بين فصل الشتاء وفصل الصيف.

جغرافية المدينة

يمتاز سطح مدينة عدن بالتدرج نحو الجنوب، وتبرز هذه الظاهرة بشكل واضح في المنطقة الجنوبية حيث تقع المرتفعات مثل جبل شمسان، الذي تصل قمته إلى أكثر من 500 متر، إضافة إلى جبل إحسان وجبل المزلقم في منطقة عدن الصغرى. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرتفعات تختلف تماماً عن تلك الموجودة في باقي مناطق اليمن من حيث تكوينها، حيث تعود أصولها إلى النشاط البركاني. وعلى الرغم من وفرتها، فإن تأثير هذه الجبال على مناخ المدينة يُعتبر محدوداً.

المناخ

يُعرف مناخ مدينة عدن بأنه حار بشكل عام، حيث يُسجل متوسط درجة الحرارة طوال العام حوالي 27 درجة مئوية. تتراوح مستويات الرطوبة ما بين 62% إلى 73%. أما الأمطار فتعد نادرة، وغالباً ما تتساقط خلال فصل الشتاء والربيع، في حين تقل تساقطاتها بشكل كبير خلال فصل الصيف.