مدينة سبت العلاية

تُعتبر سبت العلاية واحدة من المدن السعودية البارزة، وقد أُطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى سوق تجاري تُنظمه القبائل التي استقرت حول الجبل في السهول كل يوم سبت.

موقع مدينة سبت العلاية

تقع مدينة سبت العلاية في الجهة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية، ضمن محافظة بلقرن، وتُعد بمثابة المركز التجاري الرئيسي لهذه المحافظة. تتمركز المدينة بين ثلاث مناطق رئيسية معروفة، وهي الباحة، وأبها، والبيشة، وتبعد عن العاصمة الرياض بحوالي 1200 كيلومتر.

مناخ سبت العلاية

تتميز سبت العلاية بجبالها الشاهقة وسهولها الخصبة، ما يعكس اعتدال مناخها وهو ما ساهم في جذب الكثير من السكان للاستقرار فيها. حيث تتراوح درجات الحرارة صيفاً حول ثلاثين درجة مئوية، في حين أن درجات الحرارة في العديد من المناطق الأخرى بالسعودية قد تصل إلى خمسين درجة مئوية. هذه الظروف الجغرافية ساهمت في ممارسة سكان المدينة للزراعة والتجارة نظراً لتوفر الأراضي الزراعية المناسبة.

القبائل الساكنة في سبت العلاية

تُعد سبت العلاية من المدن التي سكنها العديد من القبائل العربية، مثل قبائل بني هلال، وقبائل الأزد، وقبائل آل كامل، وقبائل بلقرن، وقبائل آل مروان، بالإضافة إلى قبائل أخرى شهدت التفاعل والتعاون فيما بينها. من بين القبائل الأكثر شهرة في سبت العلاية، تبقى آثار قبيلة بني هلال بارزة حتى اليوم، حيث يُعتبر أبو زيد الهلالي إحدى الشخصيات التاريخية البارزة التي سكنت المدينة. يوجد بئر ماء يُعرف باسم بئر أبي زيد الهلالي، إلى جانب وادي حوران الذي يضم قبر زوجته علياء. تُعتبر قبائل بلقرن، أي القرني، من أكثر القبائل شهرة، ولا تزال تحافظ على جذورها التاريخية. تمثل عشيرة القرني أغلبية سكان المدينة حالياً، بالإضافة إلى قبائل بلحارث، وخثعم، وبني ميمون، وشمران، وعليان، وبني منتشر. ومن الشخصيات البارزة أيضاً الشيخ عائض القرني في عصرنا الحالي.

تاريخ سبت العلاية

تُعتبر سبت العلاية من المدن القديمة التي ظهرت قبل الإسلام، حيث كانت موجودة منذ العصر الجاهلي. من أبرز جوانب الحياة الاجتماعية آنذاك هو إقامة سوق أسبوعي يجمع القبائل؛ حيث كانوا يتباحثون في الأمور السياسية والعسكرية لحماية مناطقهم من أي اعتداء محتمل من القبائل المنافسة. وكان يتم عرض مختلف السلع للبيع والشراء، لكن هذا السوق تعرض لبعض التوترات والنزاعات التي أدت إلى إغلاقه لفترة من الزمن. ومع ذلك، تم نقل موقع السوق إلى مكان أكثر أماناً بعد أن تعهدت قبيلتا آل مروان وآل كامل بحمايته، مما أتاح له العودة للعمل تحت الحماية المطلوبة.