أين تقع مدينة الكوفة؟ في هذا المقال، سأستعرض مدينة الكوفة، واحدة من المدن التاريخية العريقة، وأقدم لكم مجموعة من المعلومات القيمة حول هذه المدينة العراقية.
موقع مدينة الكوفة
الموقع الجغرافي
- تقع الكوفة على الضفة الشرقية لنهر الفرات وسط العراق، شرق مدينة النجف، على بعد حوالي 156 كيلو متر غرب العاصمة بغداد.
- تحدد موقعها الجغرافي عند دائرة عرض 32 درجة وخط طول 44 درجة.
- ترتفع المدينة حوالي 22 مترًا عن مستوى سطح البحر.
- تشترك الكوفة في الحدود مع بعض المناطق المجاورة، حيث تحدها مدينة كفل من الشمال، وناحية السنية وناحية الصلاحية من الشرق، وكري سعد من الغرب، وقضاء أبي صخير وناحية الحيرة من الجنوب.
التاريخ العريق
- أسس المدينة سيدنا سعد بن أبي وقاص كمعسكر عسكري عام 638 ميلادي بعد معركة القادسية خلال فترة خلافة عمر بن الخطاب.
- في العام نفسه، أصبحت الكوفة قاعدة عسكرية للمسلمين في هجومهم على المدائن، حيث انتصروا على الفرس في معركة المدائن.
- اتخذ الخليفة علي بن أبي طالب الكوفة عاصمة لدولته.
- تحظى الكوفة بمكانة تاريخية وسياسية هامة، حيث شهدت العديد من الأحداث الفاصلة في التاريخ الإسلامي.
- شهدت المدينة حادثة كربلاء بالقرب منها، حيث كان الجيش الذي توجه لقتال الإمام الحسين من الكوفة بشكل رئيسي.
- شهدت الكوفة أيضًا ثورات للعلويين مثل ثورة ابن طباطبا وثورة القرامطة.
- تحوي المدينة موقع استشهاد الإمام علي بن أبي طالب على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم أثناء صلاة الفجر في شهر رمضان، ويحتفل الشيعة بهذه الذكرى سنويًا.
- تضم الكوفة العديد من المراقد الدينية مثل مسجد الكوفة، ومحراب الإمام علي، وبيت الإمام علي، والمسجد الأعظم.
- ازدهرت الكوفة خلال فترة الحكم الأموي وكانت تعرف باسم كوفان، ثم اندمجت المدينتان عهد عبد الملك بن مروان في عام 691 ميلادي.
- شهدت الكوفة الحياة لسبعين صحابي ممن شهدوا غزوة بدر.
التوسع والإعمار
- في عهد المغيرة بن شعبة، تم بناء جدران البيوت بالطوب اللبن.
- في شهر رجب من عام 36 هجريًا، شرف الإمام علي المدينة ونظم تنقلات بين قبائلها، بالإضافة لحفر بئر عذبة.
- قام زياد بن أبيه بإنشاء جسر لمنع الفيضانات عن الكوفة.
- في فترة ولاية خالد بن عبد الله القسري، أُنشئت الأسواق وأُعطيت ولاء للجنود.
- شُيد أبو جعفر المنصور قصرًا يدعى أبي الخصيب وحفر خندقًا وبنى سورًا حول المدينة.
- وصلت الكوفة في عهد المتنبي إلى أزهى حالات التطور العمراني.
الأحداث التاريخية البارزة
- قتل ابن ملجم الإمام علي، وأعلن معاوية خلافته في الشام، واضطر أهل الكوفة لمبايعته.
- ضم معاوية الكوفة إلى زياد بن أبيه وجمعها مع البصرة، حيث كانت المدينتان تعرفان في العهد الأموي باسم العراق، نائبتا عاصمة العراق.
- وقعت عدة ثورات منها ثورة التوابين وثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي.
- استولى القرامطة على الكوفة، وقاموا بهدم معالمها، واستولوا أيضًا على الحجر الأسود ودعوا الناس للحج إليها بدلاً من مكة.
- زار المدينة كل من الرحالة ابن جبير وابن بطوطة.
- الكوفة كانت مركزًا هامًا للآداب والعلوم، حيث اشتهر فيها الشعر بشكل أكبر من البصرة.
أشهر المكتبات
- مكتبة مسلم بن عقيل العامة، مكتبة جامع الملا، مكتبة الإدارة المحلية العامة، ومكتبة دار الرسالة.
- تحتوي الكوفة أيضًا على مكتبات خاصة مثل مكتبة الدكتور عبد الرزاق الشهرستاني، مكتبة جعفر الشيخ علي المذحجي، ومكتبة الشيخ علي البازي.
الولاة عبر الزمن
من بين ولاة الكوفة البارزين سعد بن أبي وقاص، المغيرة بن شعبة، عمار بن ياسر، سعيد بن العاص، أبو موسى الأشعري، عبد الله بن زياد، مصعب بن الزبير، الحجاج بن يوسف الثقفي، وعروة بن المغيرة بن شعبة.
علماء الكوفة
- من علماء الفقه: الإمام علي بن أبي طالب، الإمام جعفر الصادق، النعمان بن ثابت المعروف بأبو حنيفة.
- من علماء الرواية والحديث: معاذ بن مسلم الهراء، البراء بن عازب، وقرظة بن كعب الأنصاري.
- من علماء اللغة: محمد بن عبد الأعلى وحماد بن هرمز.
- من علماء النحو: أبو الأسود الدؤلي، يعقوب بن إسحاق بن السكيت، وأبو جعفر الرؤاسي.
- من العلماء في الكيمياء: العالم جابر بن حيان الكوفي.
- من الشعراء المعروفين: الكميت بن زيد، الطرماح بن حكيم، أبو العتاهية، والمتنبي.
معالم مدينة الكوفة
- من الأحياء القديمة: الجبانة، ودار الحكيم، ورصافة الكوفة، وعبس.
- من الأسواق القديمة: سوق حراضة، وسوق حكمت، وسوق يوسف.
- من القرى القديمة: حبانية، الحصاصة، السوارية، جرير، حرورا، حضر السبيع، أم سلمة، وعين جمل.
- من الأنهار القديمة: نهر أبا، نهر الغدير، نهر شيلي، نهر الصنين، ونهر البردان.
- دار الإمارة التي كانت تضم بيت المال وسكن فيها سعد بن أبي وقاص، وكانت منزلًا خاصًا للملوك والأمراء.
- مسجد السهلة، ومنزل الإمام علي الذي يقع على أرض مرتفعة.
- مسجد زيد بن صوحان، ومسجد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ومسجد الحمراء الذي يعرف بمسجد سيدنا يونس.
- قبر خديجة بنت الإمام علي، وقصر أم عريف.
المدارس المهمة
تعد مدرسة القرن العظيم، والمدرسة الكوفية النحوية، والمدرسة الفقهية، ومدرسة الإقراء من أبرز المدارس في الكوفة.
مسجد الكوفة
- يعد من أهم المساجد في العراق، وأحد أقدم المساجد التي تم بناؤها في التاريخ الإسلامي عام 19 هجريًا.
- عندما أمر الصحابي سعد بن أبي وقاص برمي أربع أسهم في اتجاه القبلة والاتجاهات الأخرى، أصبحت هذه الحدود للمسجد.
- يتضمن المسجد مدرسة كبيرة تخرج منها العديد من العلماء في مجالات الحديث والكيمياء واللغة والنحو والفلسفة.
- ازدهر الخط المعروف بالخط الكوفي الذي كتب به القرآن في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة.
- لم يكن هناك سور للمسجد في البداية، بل كان محاطًا بخندق، ثم تم بناء سور حوله.
- تبلغ مساحة المسجد 11162 مترًا، بطول 110 متر وعرض 101 متر.
- يمتلك المسجد خمسة أبواب: باب الرحمة، وباب الحجة، وباب الثعبان، وباب مسلم بن عقيل، وباب هاني بن عروة.
- تحتوي مدخل المسجد على عدة زخارف معمارية محفورة تعود للقرن السادس من الهجرة.
- يوجد فيه محراب الإمام علي، والمكان الذي استشهد فيه.
- أُخذت أحدث الفنون المعمارية في بناء المسجد، حيث غُلفت الجدران والمحراب بأنواع من المرمر باهظ الثمن المستخرج من قاع البحر.
- بُني المنبر من الرخام الإيطالي الفاخر.
جامعة الكوفة
- تأسست جامعة الكوفة عام 1987م، وكانت تضم كليتين هما الطب والتربية للبنات.
- توالى فتح الكليات بعدها مثل كلية الآداب، كلية الإدارة والاقتصاد، كلية العلوم والهندسة، كلية التمريض، وكلية الأسنان وغيرها.
- تهدف جامعة الكوفة إلى إعداد كوادر مؤهلة في جميع التخصصات المطلوبة مستقبلًا.
- تسعى الجامعة للاستثمار في العلاقات مع الجامعات الأخرى على المستويين الإقليمي والعالمي.
- تواصل تحقيق التنمية في القدرات العلمية والبحثية.
- تهتم الجامعة بجوانب الفكر والثقافة من خلال الانفتاح على التجارب العالمية المختلفة.
- في خططها المستقبلية، تسعى الجامعة لتوفير برامج دراسات عليا في مجالات متنوعة، وزيادة القدرة الاستيعابية للطلاب من خلال التوسع الأفقي والعمودي.
- لتحقيق هذا الهدف، تم إضافة قاعات جديدة كما توسعت الجامعة سنويًا بضم كليات جديدة.
أحدث التعليقات