تقع مدينة القدس، التي تُعرف أحيانًا بأورشليم وتُعتبر عاصمة فلسطين، في قارة آسيا. بالتحديد، تتموضع على خط طول يبلغ (35 درجة و13 دقيقة) شرقًا وعلى خط عرض (31 درجة و52 دقيقة) شمالًا. كما ترتفع القدس حوالي 750 مترًا عن سطح البحر المتوسط، وتصل ارتفاعاتها إلى نحو 1150 مترًا عن سطح البحر الميت، الذي يشكل الحدود بين الأردن وفلسطين.
تُعتبر القدس ذات موقع جغرافي فريد، إذ تقع على مجموعة من القمم الجبلية التي تفصل بين مياه وادي الأردن شرقًا ومنطقة البحر المتوسط غربًا. مما يمنح المدينة أهمية استراتيجية تربطها بمحاور متعددة من حولها.
تتفرد المدينة بالعديد من المعالم التاريخية والثقافية، مما جعلها عبر العصور محورًا للصراعات بين قوى محلية ودولية. تُعتبر القدس مكانًا مقدسًا لدى أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث: الإسلام، المسيحية، واليهودية.
خلال العصور الوسطى، اعتبر ملوك أوروبا والبابوية أن المدينة هي مهد المسيحية، بينما اعتبرت الفتوحات الإسلامية للمدينة بمثابة احتلال، مما أدى إلى اندلاع صراع ديني استمر لأكثر من مئة عام. وفي العصر الحديث، اعتُبرت القدس من قِبل المستعمرين الذين يسعون لتوحيد اليهود في شتى أنحاء العالم عاصمة لدولة إسرائيل التاريخية، مما أدى إلى صراع مستمر مع الفلسطينيين لأكثر من مئة عام.
في العصور القديمة، كانت مدينة القدس محاطة بغابات من أشجار الزيتون والجوز والصنوبر، لكن الحروب المتتابعة أدت إلى تراجع معظم هذه الغابات والأراضي الطبيعية، ولم يتبقى منها إلا القليل مثل وادي الغزال، الذي حاولت سلطات الاحتلال تدميره لبناء مستوطنات سكنية، إلا أن هذا المخطط تم إيقافه.
تُعتبر الجبال والتلال والأودية من الخصائص الجغرافية الهامة للمدينة. إليكم تفصيلات حول أهم الجبال والوديان والتلال في القدس:
تُقام مدينة القدس بشكل رئيسي على أربعة جبال، وهي جبل بيت المقدس (جبل موريا)، جبل صهيون (جبل النبي داود)، جبل أكرا، وجبل بزيتا. كما يحيط بهذه الجبال مجموعة من الجبال الأخرى، مثل:
تتواجد العديد من التلال متوسطة الارتفاع داخل مدينة القدس ومحيطها، ومن أبرز هذه التلال:
تُحيط بمدينة القدس العديد من الأودية التي تربط المدينة بمحيطها، ومن أبرز هذه الأودية:
يمتاز مناخ مدينة القدس بأنه مناخ البحر المتوسط، حيث يكون الجو جافًا وحارًا خلال فصل الصيف، وممطرًا بشكل معتدل في الشتاء. إلا أن الارتفاع الكبير للمدينة عن سطح البحر يجلب بعض التغييرات في هذه العوامل الأساسية للمناخ، إذ تتساقط الثلوج على المدينة مرتين سنويًا بانتظام، وهو ما لا يحدث في معظم مدن جنوب وشرق البحر المتوسط.
على الرغم من أن درجات الحرارة في أشهر الصيف لا تتجاوز خمسة وعشرين درجة مئوية، فإن تلوث المدينة بسبب انبعاث الغازات من المصانع وعوادم السيارات يسهم في رفع هذه المعدلات.
أحدث التعليقات