تُعتبر مدينة أم درمان إحدى المدن المهمة في جمهورية السودان، وهي جزء من ولايات العاصمة الخرطوم، حيث تشكّل أم درمان مع الخرطوم والخرطوم البحري الأذرع الثلاثة للعاصمة. تتمتّع مدينة أم درمان بموقع جغرافي استراتيجي، إذ تمتد على الضفة الغربية لنهر النيل، وتعتبر نقطة التقاء نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض. جغرافيًا، تقع أم درمان عند تقاطع خط الطول 32 درجة و37 دقيقة شرقًا، وخط العرض 15 درجة و41 دقيقة شمالًا.
تعددت الروايات حول سبب تسمية أم درمان، لكن يُعتقد أن الاسم يعود إلى امرأة كانت تعيش في المنطقة ولديها ابن يُدعى درمان. يُمكن أن يكون المقصود هو “عبد الرحمن”؛ نظرًا لأن بعض سكان القبائل الغربية يُعبرون عن اسم “عبد الرحمن” باختصار بعبارة درمان.
بعد تحرير الخرطوم من الاستعمار البريطاني في عام 1885م على يد محمد أحمد المهدي، اختار المهدي أم درمان لتكون عاصمة له، وبدأ بإقامة مساكن فيها. كما تم بناء مسجد، وأطلق المهدي على أم درمان اسم “البقعة”، وعُرفت ببقعة المهدي، مما حولها إلى المدينة الأولى في السودان وأحد أكبر المدن الأفريقية. بعد وفاة المهدي، تولى الخليفة عبد الله التعايشي الأمور، مما أدى إلى تطور عمران المدينة وتوسعها، وتم بناء منازل من الطين بدلاً من الأكواخ المصنوعة من القش، كما أُقيمت منشآت دينية ومدنية وحربية. استمرت حركة التوافد وزيادة البناء في أم درمان بسرعة كبيرة ودون تخطيط، وأصبحت مركزًا حيويًا للقوافل القادمة من مصر.
تعتبر أم درمان من المدن البارزة في جمهورية السودان لسببين رئيسيين: أولاً، لأنها تُعد من أكبر مدن البلاد وتمتد على ضفاف نهر النيل. ثانيًا، لأنها تضم مراكز تجارية ومرافق حيوية مهمة، حيث أنها أول مدينة في السودان أُنشئ فيها استوديو للإذاعة والتلفزيون، كما تُعتبر المستودع الرسمي للتلفزيون السوداني. يُوجد أيضًا فيها إذاعة تحمل اسم إذاعة أم درمان، بالإضافة إلى المسرح القومي، وقصر الشباب، وجامع أم درمان الكبير، وجامعة أم درمان الإسلامية.
يمتاز مناخ أم درمان بأنه صحراوي حار وجاف، حيث يتميز فصل الصيف بصيف حار وجاف مع غيوم قليلة. تتراوح درجات الحرارة سنويًا بين 17-43 درجة مئوية تقريبًا، ونادرًا ما تتجاوز الحرارة 43 درجة مئوية أو تنخفض عن 13 درجة مئوية. كما يُعتبر معدل الأمطار السنوي فيها منخفض بشكل عام.
تُعرف أم درمان بتميزها في مجالات تجارة الجلود، والصمغ العربي، والمنسوجات، والمنتجات الزراعية، إضافةً إلى الثروة الحيوانية. تشتهر أيضًا بالحِرف والمشغولات اليدوية من المعادن، والخزف، والجلود، والعاج، فضلاً عن صناعة الأثاث من الخشب ومنتجات الفخار.
تتمتع مدينة أم درمان بالعديد من المعالم الأثرية التي تجعلها وجهة سياحية مميزة، ومن أبرز هذه المعالم:
أحدث التعليقات