قرية هايدي

يعد الاسترخاء والتجديد جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، ولا يوجد مكان أجمل من المناطق التي تفيض بالخضرة وتتميز بالهواء النقي، بعيدًا عن صخب المدن وتلوثها. في هذا المقال، سنستعرض إحدى هذه الوجهات الرائعة التي تعتبر الخيار المثالي للسياحة، وهي قرية هايدي. فما هي موقعها وما سبب تسميتها بهذا الاسم الفريد؟

موقع قرية هايدي

تتواجد سويسرا على الحدود الشمالية مع ألمانيا، والغربية مع فرنسا، والجنوبية مع إيطاليا، بينما تحدها النمسا وليختنشتاين من الشرق. تُعرف البلاد بتضاريسها الجبلية التي تغطي معظم مساحتها، مع توفر العديد من البحيرات. وتنتشر الغابات على الجبال، ما يضفي على المكان جمالاً خاصًا. يتميز المناخ في سويسرا بكونه باردًا في الشتاء ودافئًا في الصيف، مما يجعله وجهة سياحية مثالية خلال فصل الصيف.

يعمد العديد من السياح إلى زيارة سويسرا في فصل الشتاء للاستمتاع بالتزلج على الثلوج ومشاهدة المناظر البيضاء التي تغطي الجبال. ومن بين القرى الرائعة هناك تبرز قرية هايدي، الواقعة في جبال الألب على بُعد ساعة ونصف بالسيارة من مدينة لانكن السويسرية، أو ساعة واحدة بالقطار. تتمتع قرية هايدي بجمال طبيعي يضاهي بقية المناطق السويسرية، حيث تكتمل المناظر الخلابة للجبال والبحيرات والطبيعة الريفية بانتشار الأكواخ، مما يجعلها وجهة مفضلة للسياحة. يتميز هواؤها النقي ورقعة الريف الفريدة بإضفاء شعور بالراحة وتجديد النفس.

سبب التسمية

تحمل قرية هايدي اسمها استنادًا إلى رواية الكاتبة الشهيرة جوهانا سيبري، التي تعتبر واحدة من أهم الروايات العالمية. تدور أحداث الرواية حول فتاة يتيمة تدعى هايدي، فقدت والديها في صغرها، وقامت عمّتها بتربيتها حتى بلوغها سن الخامسة. تقرر عمّتها أن تأخذها للعيش في جبال الألب مع جدها، حيث تعيش هايدي في مناظر خلابة من الجبال والمروج الخضراء، وتكون مصدر سعادة وبهجة لجدها وكل من حولها.

تعشق هايدي الحياة في المروج، وتقضي وقتها في اللعب مع الماعز. عندما بدأت تكبر، تقرر عمّتها أخذها إلى مدينة فرانكفورت، وهو ما لم تحبه هايدي، لكنها مضطرة للذهاب. هناك تلتقي بصديقة تُدعى كلارا، لكن هايدي كانت تفضل الحياة البسيطة ولم تستطع التكيف مع أجواء المدينة. لذلك، قررت العودة إلى جبال الألب، حيث الطبيعة الساحرة وسعادة الجد. تُساعد هايدي كلارا على التعافي من مرضها، وتطلب منها زيارتها في جبال الألب. بذلك، لُقبت الرواية “هايدي فتاة الجبال”، مما جعل من هذه القصة رمزًا للجمال السويسري.