تُعرف رسميًا باسم الجمهورية العربية السورية، وعاصمتها دمشق، وهي إحدى دول منطقة بلاد الشام والشرق الأوسط. تميزت سوريا بتاريخها الحضاري العريق، حيث تُعتبر مع العراق مهد الحضارة البشرية، بسبب الاكتشافات الأثرية التي تعود إلى نحو مليون سنة. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على العديد من الآثار من العصر الحجري. أطلق على سكانها القدماء اسم “أشور”، وتم تعديل الاسم مع تطور الثقافات واللغات ليصبح “سوريا”.
تقع سوريا كدولة عربية إسلامية في الجنوب الغربي من قارة آسيا، حيث تحدها تركيا من الشمال، والأردن وفلسطين من الجنوب، والعراق من الشرق. أما من الجهة الغربية، فتتشارك الحدود مع لبنان، ويمتد ساحلها الغربي على البحر الأبيض المتوسط. تقع سوريا بين خطوط العرض 32-37 شمالًا، وخطوط الطول 35-42 شرقًا، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا وتاريخيًا فريدًا، حيث تعتبر نقطة تقاطع بين ثلاث قارات قديمة هي آسيا وأوروبا وأفريقيا.
تُقدر عدد السكان في سوريا بحوالي 22.5 مليون نسمة، حيث تُعتبر مدينتا دمشق الكبرى وحلب الأكثر اكتظاظًا بالسكان، حيث يسكنها حوالي 44% من إجمالي عدد السكان. كما تشهد مدن أخرى مثل حمص واللاذقية وحماة نموًا ملحوظًا في التعداد السكاني، مع اقتراب كل منها من عتبة المليون نسمة. وقد ساهم التحسن في القطاع الصحي وانخفاض معدل وفيات المواليد الجدد في هذا النمو، إلا أن الزيادة السريعة في عدد السكان أثرت سلبًا على الوضع الاقتصادي للأفراد.
استمرت اللغة السريانية في الأرياف السورية حتى القرن الحادي عشر، لكن مع مرور الوقت، انتشرت اللغة العربية بشكل واسع في مختلف المناطق. وقد ساهمت هذه اللغة في تشكيل اللهجة السورية، كما تأثرت باللهجات الأخرى نتيجة التأثيرات التاريخية، مثل اللغة التركية والفرنسية التي جاءت نتيجة الاستعمار. ورغم أن اللغة العربية تُعتبر اللغة الأم، إلا أن العديد من السكان لا يزالون يتحدثون لغاتهم الأصلية، مثل الأرمنية والتركية والكردية، بجانب اللغة العربية.
تمتلك سوريا نوعين من المناخ، حيث يسود المناخ المتوسطي المعتدل على الأجزاء الساحلية. يتميز الصيف بجفافه وارتفاع درجات الحرارة، بينما تشهد الشتاء هطول أمطارٍ ودرجات حرارة منخفضة. أما باقي البلاد، فيغلب عليها المناخ الجاف، والذي يتسم بالبرودة الشديدة في الشتاء وقلة هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في الصيف، مما يؤدي إلى تفاوت كبير في كميات الأمطار بين المناطق الساحلية والمناطق الداخلية.
أحدث التعليقات