تقع دولة سبأ في منطقة جنوب الجزيرة العربية، على بعد حوالي 200 ميل شمال غرب مدينة عدن. وقد تم ذكر موقعين يتعلقان بها في الكتاب المقدس، حيث يقع أحدهما بالقرب من شمال تيماء والآخر في جنوب حضرموت. وكانت الدولة الحميرية هي موطنها، وعاصمتها مدينة ظفار.
تحتوي دولة حمير على العديد من الآثار التاريخية الهامة، من أبرزها قصور ملكة سبأ، المعروفة بلقيس. وقد تميزت بوجود ثلاثة قصور رئيسية هي: غمدان، وبينون، وسلحين. بالإضافة إلى ذلك، كان عرشها العظيم مصنوعًا من الذهب، حيث زُينت أرجله باللؤلؤ والجواهر، وتلألأت بالزبرجد الأخضر والدر والياقوت الأحمر. ومن المعالم المعمارية الفريدة أيضًا، يُعتبر سد مأرب الذي أنشأه شعب سبأ من العجائب بسبب الفنون الهندسية الرائعة التي تم استخدامها في بنائه.
يعتبر سكان دولة سبأ من أوائل الشعوب التي تقدمت وتحضرت بالمقارنة مع باقي العرب القدماء، وهو ما أكسبهم لقب “بلاد اليمن السعيد”. عاش سكان اليمن في أمان واستقرار بعيدًا عن النزاعات، وكانت الزراعة والتجارة، خاصة في العطور والبخور والتوابل، تشكل المصادر الرئيسية للدخل. وتمتاز البلاد ببيئة خصبة نتيجة قربها من البحر وكثرة الأمطار، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يربط القوافل التجارية البرية والبحرية بين مصر وبلاد الشام والحبشة والهند. كما كانت دولة سبأ تستورد ريش النعام والذهب والعاج من الحبشة، واللؤلؤ من الخليج، والأنسجة والسيوف من الهند والحرير من الصين. كان تجار سبأ يسهلون حركة التجارة نحو أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. وبالإضافة إلى ذلك، عُرف سكان دولة سبأ بعبادتهم للشمس، وكان سكان الجنوب من شبه الجزيرة يمارسون عبادة ثلاثية تشمل الشمس والقمر ونجم الزهرة.
أحدث التعليقات