أين تقع جزيرة فيجي جغرافياً؟

نبذة عن جزيرة فيجي

تُعتبر جزيرة فيجي ( بالإنجليزية: Fiji) جمهورية تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ، حيث تبعد حوالي 1000 كيلو متر عن أوكلاند في نيوزيلندا، وتصل المسافة بينها وبين سيدني في أستراليا إلى نحو 2700 كيلو متر في الاتجاه الشمالي الشرقي. تتكون فيجي من حوالي 800 جزيرة، جميعها مأهولة بالسكان. تُعد مدينة سوفا العاصمة الرسمية لجزيرة فيجي، وهي أكبر مدينة في منطقة جنوب المحيط الهادئ.

التراث التاريخي

يعود تاريخ وصول أولى المهاجرين إلى جزيرة فيجي من جزر ميلانيزيا إلى حوالي 3500 سنة مضت، حيث جلب هؤلاء المهاجرون معهم مجموعة متنوعة من الأشجار والنباتات والموارد الغذائية التي أسهمت في تأسيس المجتمع الأول في الجزيرة. استخدم السكان الأوائل وسائل متطورة للملاحة البحرية وبناء القوارب، كما أقاموا مزارع أثرت بشكل كبير على نمو مجتمعهم، وقد وثقت المخطوطات التاريخية مختلف جوانب الثقافة المتعلقة بسكان جزيرة فيجي في تلك الحقبة.

اعتمد سكان الجزيرة على نظام قيادة يتم توزيع القادة فيه على أساس رتب قيادية، بالإضافة إلى إنشاء تحالفات بين القبائل المتنوعة، مماساهم في تعزيز الوحدة بين العشائر. ورغم حدوث بعض النزاعات بين هذه القبائل، إلا أنها سرعان ما كانت تنتهي وتؤدي إلى ظهور تحالفات أكثر قوة.

دخل الأوروبيون إلى جزيرة فيجي في منتصف القرن السابع عشر، حيث اكتشفها الرحالة تاسمان في عام 1643، تلاه وصول جيمس كوك في عام 1747. أسفرت هذه الرحلات عن استعمار الجزيرة من قبل الأوروبيين الذين زاروها بشكل متواصل بحثاً عن الموارد الطبيعية. في عام 1835، وصلت البعثات التبشيرية المسيحية إلى فيجي، وعانت الجزيرة في تلك الفترة من الديون، مما دفع ملكها للتخلي عن الجزر لبريطانيا مقابل سداد الديون. في عام 1874، أُعلنت فيجي مستعمرة بريطانية، وعُين أول حاكم بريطاني عليها، واستمرت تحت السيطرة البريطانية حتى عام 1970، حيث حصلت على استقلالها وأُعترفت بها كدولة ذات سيادة.

الخصائص الجغرافية

تمتد المساحة الإجمالية لجزيرة فيجي إلى 18,272 كم²، حيث تشكل الجزيرتان الرئيسيتان: فيتي ليفو (10,386 كم²) وفانوا ليفو (5,535 كم²) أكبر أجزاء هذه المساحة. وتتميز الجزر الأخرى بتنوع مساحاتها، مثل جزيرة تافوني (435 كم²) وجزيرة كادافو (409 كم²) وجزيرة روتوما التي تُعتبر جزءاً من المجموعة.

تتسم تضاريس جزيرة فيجي بالنمط الجبلي، حيث تشكلت معظم جبالها بفعل النشاط البركاني. تحيط بهذه الجبال مجموعة من الحواجز المرجانية التي تمثل خطراً كبيرًا، بالإضافة إلى وجود بعض الجزر الثانوية المكونة من الطين والرمال بفعل حركة مياه الأنهار. ويعتبر جبل تومانيفي هو أعلى قمة في الجزيرة، حيث يصل ارتفاعه إلى 1,323 متر.

المناخ

يتأثر مناخ جزيرة فيجي بالرياح التجارية القادمة من الجنوب الشرقي، مما يؤدي إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار معظم أيام السنة، خاصة في المناطق الساحلية الجنوبية والشرقية. تُعتبر شهري فبراير ومارس من أكثر الشهور الممطرة، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي في العاصمة سوفا حوالي 300 سم، في حين تتراوح درجات الحرارة السنوية بين 20 و29 درجة مئوية على مستوى سطح البحر. وتحدث معظم الأعاصير الموسمية في الفترة بين نوفمبر وأبريل.

الاقتصاد

تتمتع جزيرة فيجي بقطاع اقتصادي مزدهر يعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية، بما في ذلك الغابات والمعادن والأسماك، والتي تشكل جزءاً مهماً من الناتج المحلي. يمثل قطاع التعدين حوالي 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يسهم قطاع التصنيع بحوالي 14.5%. من أبرز صادرات البلاد: السكر، الملابس، الذهب، الأخشاب، الأسماك، الدبس وزيت جوز الهند.

بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر السياحة أحد المقومات الأساسية للاقتصاد، حيث تستقبل الجزيرة سنويًا أكثر من 400 ألف سائح من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل هذا القطاع مصدراً هامًا للعملة الصعبة ويوفر فرص عمل لحوالي 40% من القوى العاملة. على الرغم من التحديات الاقتصادية التي واجهتها فيجي بسبب الاضطرابات السياسية في عام 2000، إلا أن قطاع السياحة استعاد عافيته بحلول عام 2002.

التوزيع السكاني

يبلغ العدد التقديري لسكان جزيرة فيجي حوالي 901,804 نسمة وفقًا لإحصائيات عام 2021، مع كثافة سكانية تصل إلى 49 نسمة لكل كم². يشكل السكان ذوو الأصول الميلانيزية حوالي 51%، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين الهنود (44%) والأوروبيين والصينيين (حوالي 5%). تضم الجزيرة أيضًا تنوعًا دينيًا، حيث تمثل الديانة المسيحية 52% من إجمالي السكان، تليها الهندوسية بنسبة 38%، بينما تبلغ نسبة الإسلام 8%.

تُوفر فيجي مجموعة واسعة من المدارس العامة والخاصة التي تقدم التعليم في جميع المراحل الدراسية. تصل نسبة التحاق الطلاب المؤهلين بالتعليم في المرحلة الأساسية والإعدادية إلى حوالي 99%، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 77% في المرحلة الثانوية. تحتضن الجزيرة أيضًا جامعة جنوب المحيط الهادئ التي أُسست عام 1968. أما نسبة محو الأمية في فيجي فهي تشهد تحسنًا ملحوظًا، حيث تصل إلى حوالي 92.9%.

Published
Categorized as السياحة والسفر