أين تقع جزر الكناري؟

جزر الكناري

جزر الكناري (بالإنجليزية: The Canary Islands) هي أرخبيل بحري يتكون من سبع جزر رئيسية، وهي: كناريا الكبرى، فويرتيفنتورا، لانزاروت، تنريفي، لا بالما، لا غوميرا، وإل هييرو. بالإضافة إلى بعض الجزر الأصغر مثل ألغرانسا، غراسيوسا، جبل كلارا، روكيه الغربية، روكيه الشرقية، ولوبوس. تقع هذه الجزر في المحيط الأطلسي، قبالة السواحل الأفريقية، لكنها تابعة لدولة إسبانيا. تتمتع جزر الكناري بعاصمتين رسميتين، هما مدينة سانتا كروث دي تينيريفه ومدينة لاس بالماس دي غران كناريا.

يعتقد الكثيرون أن تسمية جزر الكناري جاءت نسبة لطائر الكناري، لكن في الحقيقة، يعود اسمها إلى الكلمة اللاتينية “canaria” بمعنى كلب، حيث عثر الأوروبيون على كلاب عند وصولهم للجزر. ويُعتقد أن ماهو موجود في الأصل هو حيوان الفقمة الذي أطلق عليه الرومان لقب كلب البحر. كما تُعرف جزر الكناري في اللغة العربية باسم جزر الخالدات.

موقع جزر الكناري

تقع جزر الكناري في المحيط الأطلسي، مقابل السواحل الشمالية الغربية للقارة الأفريقية، حيث تبعد أقرب نقطة من الجزر إلى السواحل الأفريقية حوالي 108 كم. على الصعيد الفلكي، تمتد إحداثيات الجزر بين خط عرض ′6 °28 شمالاً وخط طول ′24 °15 غرباً. يمكن تقسيم جزر الكناري إلى مجموعتين رئيسيتين: الأولى هي مجموعة الجزر الغربية، التي تضم تينيريفه، غراند كناريا، لا بالما، لا غوميرا، وفيرو. تتميز هذه المجموعة بقمم جبلية ترتفع مباشرة من قاع البحر، وتجاوز جميعها ارتفاع 1,200 متر. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة الجزر الشرقية، وتشمل لانزاروت، وفويرتيفنتورا، بالإضافة إلى ست جزر تحيط بهضبة تحت سطح البحر تُعرف باسم “كناري ريدج”، والتي ترتفع من قاع المحيط بمقدار 1,400 متر.

جغرافية جزر الكناري

التضاريس

جزر الكناري هي أرخبيل بحري تشكل نتيجة لانفجارات بركانية حدثت منذ ملايين السنين، مما يمنحها طبيعة جبلية بركانية. يُعتبر جبل تيد البركاني في جزيرة تينيريفه أعلى قمة في إسبانيا وأعلى نقطة في جزر الكناري، حيث يبلغ ارتفاعه 3,718 مترًا، ويُعتبر ثالث أعلى جبل بركاني في العالم. يتميز جبل تيد بنشاطه البركاني النشط، حيث شهد آخر نشاط له في عام 1909. أما أدنى نقطة في الجزر، فهي سطح المحيط الأطلسي عند مستوى الـ0 متر.

المناخ

تتمتع جزر الكناري بمناخ شبه استوائي، حيث تسجل درجات حرارة دافئة مع تباين بسيط بين الفصول. في أشهر الصيف، تصل درجات الحرارة حتى 26 درجة مئوية في مدينة لا بالما خلال مايو. بينما في الشتاء، تنخفض درجات الحرارة إلى 21 درجة مئوية في يناير. مع ذلك، يُعتبر معدل تساقط الأمطار قليلاً جداً، حيث لا يتجاوز 250 ملم سنوياً، ويتمركز معظمها في شهري نوفمبر وديسمبر، ماعدا في المناطق الشمالية الشرقية، التي تُعتبر مهباً للرياح وتصل فيها معدلات التساقط إلى 750 ملم.

سكان جزر الكناري

وفق تقديرات عام 2016، بلغ عدد سكان جزر الكناري 2,101,924 نسمة، موزعين على الجزر السبع الرئيسية كما يلي:

الجزيرة عدد السكان (نسمة)
تنريفي 891,111
كناريا الكبرى 845,195
لانزاروت 145,084
فويرتيفنتورا 107,521
لا بالما 81,486
لا غوميرا 20,940
إل هييرو 10,587

تاريخ جزر الكناري

تمتد جذور تاريخ جزر الكناري إلى عصور قديمة، حيث يُشير بعض المؤرخين إلى دورها كموقع محتمَل للقارة الأسطورية أطلانطس. السكان الأصليون للجزر كانوا الغوانش، وهم شعوب بربرية نشأت في هذه الجزر. في عام 40 قبل الميلاد، أُرسلت بعثات الملك جوبا الثاني ملك موريتانيا إلى الجزر، مما أدى إلى تعرف الرومان عليها، حيث احتفظ الكاتبان فلوطرخس وبلينيوس الأكبر بكتابات جوبا وعند اكتشاف هذه الكتابات، استنتج الرومان موقع الجزر، مشيرين إلى وجود كلاب كبيرة فيها.

في عام 999م، بدأ العرب في التوافد إلى جزيرة غران كناريا وفتحوا قنوات التجارة معها. وتوالت الزيارات من البحارة البرتغاليين والفرنسيين وغيرهم في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. في عام 1404م، تم تنصيب جان دي بيثنكورت ملكا على الجزر بأمر من الملك هنري الثالث ملك قشتالة، حيث احتل جزيرتي فويرتيفنتورا ولانزاروت. وعاد الملك دي بيثنكورت إلى أوروبا في عام 1406، وتمت وراثة الحكم في الكناري من قبل ابن أخيه ماسيوت، بينما بين عامي 1420 و1479، خضعت جزيرة غوميرا للحكم البرتغالي. ولكن بعد توقيع معاهدة الكاكوفاس عام 1479، تم الاعتراف بسيادة إسبانيا على الجزر، وتم استكمال احتلال باقي الجزر بحلول عام 1496، مما جعلها قاعدة مهمة للإسبان، حيث استخدمها الرحالة كريستوفور كولومبوس لتجديد أسطوله في رحلاته إلى الأمريكتين.

في عام 1936م، استخدم الجنرال الإسباني فرانسيسكو فرانكو جزر الكناري كنقطة انطلاق للثورة الوطنية الإسبانية، والتي امتدت لاحقاً إلى المغرب. بعد وفاة فرانكو في عام 1975، ظهرت حركات تطالب بالاستقلال مما أدى إلى تأسيس ملكية دستورية ديمقراطية في إسبانيا، وبالتالي حصول جزر الكناري على حكمها الذاتي.

Published
Categorized as السياحة والسفر