تقع صحراء لوط ضمن النطاق شبه المداري بين خطي العرض 30 و34 درجة شمالاً، في الجزء الجنوبي الشرقي من إيران. تمتد هذه الصحراء على طول يبلغ حوالي 1100 كيلومتر وبعرض يتراوح بين 100 إلى 200 كيلومتر. تعتبر صحراء لوط صحراء حديثة تشكلت بفعل الظروف الجافة نتيجة البعد عن مصادر الرطوبة البحرية ووجود جبال تحيط بها، بالإضافة إلى انخفاضها مقارنةً بالجبال المحيطة. كل هذه العوامل أسهمت في تكوين كتل هوائية باردة وحارة وجافة. في هذا المقال، سنلقي الضوء على تفاصيل هذه الصحراء.
يعتبر مناخ صحراء لوط مناخًا صحراويًا قاريًا بشكل ملحوظ، مع بعض السمات التي تشبه مناخ البحر المتوسط. يتأثر هذا المناخ بعدة عوامل، بما في ذلك الخصائص الفريدة للنطاق شبه المداري الذي يكون باردًا جدًا في الشتاء نتيجة قلة الإشعاع الشمسي والانخفاض الحاد في درجات الحرارة، بالإضافة إلى بعدها عن التأثيرات البحرية واختبائها وراء السلاسل الجبلية. تتأثر الصحراء بمراكز الضغط العالي والكتل الهوائية الحارة والجافة في فصل الصيف، مشابهة لتقسيم السنة بين فترة هطول الأمطار في الشتاء والربيع وفترة صيفية تتميز بالجفاف المطلق.
تخضع المياه في صحراء لوط لظروف جفاف استثنائية من حيث النوعية والكمية، حيث تشمل المجاري المائية المستمرة التي جفت باستثناء بعض المناطق عند سفوح الجبال المحيطة. من بين هذه الأنهار نهر رودي شور ونهر تيغاب، بالإضافة إلى بعض البحيرات، مثل بحيرة نيميك زار الواقعة شرق كرمان.
تتميز صحراء لوط بتنوع نباتاتها الجفافية ومن المجموعات النباتية التي تنمو فيها:
تعتبر تربة صحراء لوط بدائية التطور ومملحة بدرجات متفاوتة، حيث لا تغطي كافة مناطق الصحراء، بل تغلب الرق والكثبان الرملية والحمادة على معظمها. من بين أنواع التربة الجيدة تلك التي توجد عند سفوح الجبال، مثل التربة الرمادية الفاتحة القلوية، المعروفة باحتوائها على الأملاح. بينما تتميز التربة الموجودة في أودية الأنهار بلونها الرمادي البني، مما يجعلها ملائمة للتنمية.
تحتضن صحراء لوط مجموعة من الحيوانات والمخلوقات، بما في ذلك الأفاعي، والسحالي الكبيرة والعادية، والعناكب، والعقارب، والأرانب، والغزلان، والثعالب، والقطط البرية، بالإضافة إلى الذئاب، والدببة، والضباع، والخنازير، والأغنام البرية، والطيور.
أحدث التعليقات