تشكل جبال الهملايا سلاسل جبلية تتوزع عبر البر الرئيسي للصين في الشرق، وصولًا إلى باكستان في الغرب، حيث تعتبر أكبر نطاق جبلي في العالم يقع بالكامل ضمن قارة آسيا. تُعتبر النقطة الغربية من هذه السلسلة في باكستان، بينما النقطة الشرقية تمتد حتى جبل نامشا باروا. تشكل هذه الجبال جزءًا من حزام جبلي واسع يمتد حول العالم من شمال إفريقيا حتى ساحل المحيط الهادئ في جنوب شرق آسيا. تتوزع هذه السلسلة من الغرب إلى الشرق عبر الجزء الخاضع للإدارة الباكستانية من منطقة كشمير، بالإضافة إلى قمة نامجاجباروا التي تقع في منطقة التبت ذاتية الحكم في الصين. وبين هذين الطرفين، تقع كل من نيبال وبوتان، كما يتراوح عرض هذه السلسلة الجبلية ما بين 200 إلى 400 كم، مع مساحة إجمالية تبلغ حوالي 595 ألف كيلومتر مربع. من هذه المساحة، يقع نحو 83,900 كيلومتر مربع تحت السيطرة الباكستانية، بينما تُسيطر الصين على 36 ألف كيلومتر مربع في منطقة لاداخ.
تمتد جبال الهملايا العظيمة عبر الجزء الشمالي الشرقي من الهند، لتغطي ما يقارب 2,400 كم، بدءًا من الهند، مرورًا بالباكستان، وأفغانستان، والصين، وبوتان، ونيبال. يبلغ طول السلسلة الجبلية بين الشرق والغرب حوالي 2,500 كم، وتتكون من ثلاثة نطاقات متوازية هي: جبال الهملايا الكبرى، وجبال الهملايا الصغرى، وجبال الهملايا الخارجية. تعتبر جبال الهملايا الواقعة في جنوب شرق آسيا أعلى سلسلة جبال في العالم، حيث تقع هضبة التبت شمالها وسهل الغانج الهندي في الجنوب، مما يشكل الحدود الشمالية لشبه القارة الهندية. تضم هذه السلسلة واحدة من أعلى عشر قمم على سطح الأرض، وهي قمة جبل إيفرست.
تواجه جبال الهملايا مناخات متنوعة بشكل كبير بسبب تضاريسها المتغيرة والمناطق الواسعة التي تغطيها. في المناطق شبه الاستوائية الرطبة على منحدرات الجبال، يتميز المناخ بأنه صحراوي بارد وجاف. بينما تسود الرياح الموسمية في المناطق الجنوبية، مثل نيبال وسيكيم، حيث تبدأ الأمطار الغزيرة من يونيو حتى سبتمبر. وهذه الرياح الموسمية تؤدي إلى تعطيل وسائل النقل في جبال الهملايا نظرًا لخلقها انهيارات أرضية كبيرة، ولذلك تبدأ رحلات التسلق عادة في فصل الربيع بين شهري أبريل ومايو، وأيضًا في فصل الخريف من أكتوبر حتى نوفمبر، مما يعني أن المنطقة تشهد خمسة مواسم مختلفة: الصيف، والرياح الموسمية، والخريف، والشتاء، والربيع.
أما الجزء الغربي من السلسلة، وخاصة غرب وادي كشمير ووادي السند، فيتعرض لسقوط الأمطار في فصل الربيع، مع كون أكثر الشهور غزارةً في الأمطار هما مارس وأبريل. يتميز المناخ في الجهة الشمالية من جبال الهملايا بأنه صحراوي جاف وبارد، حيث تتعرض المنطقة لرياح شديدة والتساقط الثلجي في أواخر الشتاء وبداية الربيع. بصفة عامة، يختلف مناخ جبال الهملايا بالنظر إلى الارتفاع، حيث تنخفض الحرارة بنحو 6.5 درجة مئوية تقريبًا لكل ارتفاع 1000 متر.
تحظى تضاريس جبال الهملايا بمنحدر شمالي خفيف الانحدار ومنحدر جنوبي شديد الانحدار، حيث يرتفع هذا المنحدر الجنوبي بين 6,000 و7,000 متر فوق نهر الجانح والسهل الهندي. يعمل هذا الارتفاع على تشكيل حاجز طبيعي كبير، يمنع الرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي، مما يؤدي إلى أن يكون تراكم الثلوج أقل على المنحدر الجنوبي، حيث أن الرياح الموسمية الرطبة والدافئة تجلب تساقطًا كثيفًا إلى هذا الجانب.
كما يتغير الشكل الطبيعي للجبال مع زيادة الارتفاع، ليشكل حزامًا طبيعيًا رأسيًا واضحًا ينقسم إلى ثلاث مناطق من الجنوب إلى الشمال: المنطقة الجنوبية المعروفة باسم حزام تلال بيدمونت بارتفاع 700-1,000 متر فوق سطح البحر، والمنطقة الوسطى المعروفة باسم الحزام الجبلي الصغير بارتفاع يتراوح بين 3,500 و4,000 متر عن سطح البحر، والمنطقة الشمالية المعروفة باسم حزام جبال الهملايا العظيم الذي يُعتبر القمة الرئيسية لهذه السلسلة، حيث يتكون أيضًا من عدة أحزمة جبلية ويتراوح عرضها بين 50-60 كم بارتفاع وسطي حوالي 6,000 متر فوق سطح البحر. تضم هذه السلسلة عددًا من القمم الجبلية التي ترتفع أكثر من 7,000 متر، منها قمة إيفرست، وهناك أيضًا حوالي 15,000 نهر جليدي، ومن أبرز الأنهار العالمية التي تنبع من هذه الجبال: نهر السند، ونهر الغانج، ونهر براهمابوترا، ونهر اليانغتسي.
تحتوي سلسلة جبال الهملايا على 14 قمة جبلية يرتفع كل منها عن 8,000 متر. يُعتبر جبل إيفرست، الذي يصل ارتفاعه إلى 8,849 مترًا فوق مستوى سطح البحر، الأعلى ضمن هذه السلسلة. وتشمل القمم البارزة الأخرى:
تعد جبال الهملايا من أبرز السلاسل الجبلية في العالم، وتمتاز بشهرتها الواسعة. فهي موطن لأعلى 14 قمة جبيلة، وأهمها قمة إيفرست. بالتالي، تكتسب جبال الهملايا شهرتها العالمية، كما تُعتبر مصدرًا للعديد من الأنهار الرئيسية مثل نهر السند ونهر الغانج، وتستحوذ على مساحة شاسعة بين القارات، مما يسهم في تنوع تضاريسها ومناخاتها. تمتد عبر عدة دول تمثل سيادتها المختلفة، مما يجعلها وجهة سياحية عالمية مفضلة لمتسلقي الجبال والزوار الذين يسعون إلى استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة.
أحدث التعليقات