يُعتبر كوكب الأرض فريداً بوجوده على قطبين جغرافيين: القطب الشمالي والقطب الجنوبي. هذين القطبين هما النقطتان التي يتقاطع عندهما محور دوران الأرض مع سطحها. بالإضافة لذلك، تمتلك الأرض أقطاباً مغناطيسية ناتجة عن حركة الحديد السائل في نواتها الخارجية، حيث تكون هذه الأقطاب قرب الأقطاب الجغرافية. يمكننا تشبيه الأرض بمغناطيس طبيعي يمتلك خطوط مجال تمتد من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي. تُستخدم البوصلة المغناطيسية للكشف عن تلك الأقطاب، حيث ينحاز القطب الشمالي في البوصلة نحو القطب الجنوبي المغناطيسي الذي يقع بالقرب من القطب الشمالي الجغرافي للأرض، مما يؤدي إلى توجيه البوصلة نحو القطب الشمالي الجغرافي. تجدر الإشارة إلى أن موقع الأقطاب المغناطيسية للأرض يتغيير باستمرار بالنسبة للأقطاب الجغرافية. حالياً، يقع القطب الجنوبي المغناطيسي على بعد حوالي عشر درجات من القطب الشمالي الجغرافي، مما يجعل البوصلة المغناطيسية تشير إلى المحيط المتجمد الشمالي شمال ألاسكا، بالقرب من القطب الشمالي الجغرافي.
تعود أصول اكتشاف البوصلة المغناطيسية إلى الحضارة الصينية القديمة، حيث كان الهدف الأساسي منها هو تحديد الاتجاهات لتسهيل بناء مجالس الكهنة في تلك الفترة. كانت هذه البوصلة تتكون من لوح مربع الشكل مزود بنقوش وعلامات لمجموعات نجمية، ويعلوه حجر مغناطيسي يشبه الملعقة يعمل كإبرة مغناطيسية. كان يُشير المقبض الخاص بها إلى الاتجاه الجنوبي، مما أدى إلى إنشاء أول بوصلة بين عامي 221 و 206 قبل الميلاد.
تتألف البوصلة من مجموعة من الأجزاء البسيطة، أهمها:
تتأثر الإبرة المعدنية المغناطيسية لخطوط المجال المغناطيسي للأرض، مما يدفع رأس المؤشر الخاص بالبوصلة للإشارة نحو الشمال الجغرافي، بينما يتجه الذيل نحو الجنوب.
أحدث التعليقات