من المهم الإشارة إلى أنه لم يتم التوصل إلى نص شرعي مؤكد يحدد بدقة موقع نزول سيدنا آدم -عليه السلام- وزوجته حواء. وجميع المعلومات المتوافرة ترتكز على آراء وتخمينات المؤرخين والعلماء في كتبهم. إلا أن ما جاء في النصوص الشرعية الثابتة يشير إلى أن الله عز وجل قد أمرهما بالنزول إلى الأرض، حيث قال -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).
وذكر بعض علماء الدين أن “نزول آدم -عليه السلام- كان في الهند، بينما نزلت حواء قرب مكة، وهي معلومات غير موثوقة من الإسرائيليات”. فإجابة هذا السؤال قد لا ترتب عليها أي آثار عملية، ويعد من المعلومات غير القطعية حول مكان نزول سيدنا آدم وزوجته حواء، ومن بينها ما يلي:
ثُبت في الحديث النبوي الصحيح أن اليوم الذي خرج فيه آدم -عليه السلام- مع زوجته من الجنة هو يوم الجمعة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَوْمِ الْجُمُعَةِ).
ومن التفسيرات التي وردت حول هذا الحديث بشأن خروج سيدنا آدم وحواء من الجنة: “.. وخروجُهم منها يُعتبر عائداً إليها، لأن الجنة هي المأوى الأصلي له، حيث قال الله -عز وجل-: (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ). ويوم خروجه -عليه السلام- من الجنة هو يوم توليه الخلافة في الأرض ونزوله إليها.”
كان الدافع الأساسي الذي أدى إلى نزول آدم -عليه السلام- وزوجته حواء من الجنة هو وسوسة الشيطان. فقد أمر الله -تعالى- آدم وحواء بالتمتع بكل شيء في الجنة، ولم يحظر عليهم سوى الأكل من شجرة معينة لاختبارهم. ومن هنا بدأ الشيطان بالوسوسة لهما مبرزاً أن هذا الطعمة معصية، وأنه يريد لهما الخير ويُنصحهم بنية صادقة.
أخبرهما أن تناول الثمرة من تلك الشجرة سيؤدي إلى خلودهما في الجنة وسيمتلكان الملك فيها. فقام آدم -عليه السلام- وحواء بالأكل منها. وعقب ذلك أمرهما الله -تعالى- بالخروج من الجنة والنزول إلى الأرض. ثم ندم الاثنان على فعلتهما وتوجهوا بالتوبة إلى الله، حيث قبل الله توبتهما، فقال -تعالى-: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
أحدث التعليقات