أيام التشريق: معانيها وأحكامها في الحج

أيام التشريق

تعتبر أيام التشريق من العبارات المذكورة في القرآن الكريم حيث أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الأيام بمصطلح “الأيام المعدودات” في قوله: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ). وقد أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأيام تُخصص للطعام والشراب، بهدف التقويم على ذكر الله وطاعته، قائلاً: (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ).

تتضمن أيام التشريق الأيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ولدى كل يوم الاسم الخاص به كما يلي:

  • اليوم الأول (الحادي عشر من ذي الحجة) يُعرف بيوم القرّ، لأن الحجاج يقضون ليلة فيه في منى. كما يُسمى يوم الرؤوس نظراً لأنهم يتناولون رؤوس الأضاحي في هذا اليوم.
  • اليوم الثاني (الثاني عشر من ذي الحجة) يُسمى يوم النفرة الأولى، حيث يُسمح لمن يرغب بالمغادرة بسرعة أن ينفر بعد رمي الجمرات الأولى والثانية.
  • اليوم الثالث (الثالث عشر من ذي الحجة) يُعرف بيوم النفرة الثانية، حيث يحدث ذلك بعد رمي الجمرات.

سبب تسمية أيام التشريق

تأتي تسمية أيام التشريق من عدة معلنات منها:

  • سُميت أيام التشريق هذا الاسم باعتبار أن العرب في القديم كانوا يمارسون عادة تجفيف اللحم الزائد وحفظه من التلف بعد ذبح الأضاحي، من خلال تشريحه وتعرضه لأشعة الشمس، وهو ما يعرف بالتشريق.
  • أيضاً، لأنه يُشترط ذبح الأضاحي خلالها بعد شروق الشمس.

الذكر المستحب في أيام التشريق

من المستحب للمسلمين أن يتقربوا إلى الله تعالى خلال هذه الأيام المباركة بكثرة الدعاء والذكر، سواء كان الشخص حاجاً أم غير حاج، وذلك كما ورد في قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ). وقد أوصت الشريعة الحجاج بذكر الله، كما يظهر في قوله: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ). ومن أنواع الذكر المستحب في هذه الأيام:

  • الذكر المطلق في الأوقات والأماكن المختلفة، مثل الدعاء، قراءة القرآن، والتلبية.
  • التكبير بعد انتهاء الصلوات.
  • التكبير عند رمي الجمرات للحجاج.
  • التسمية والتكبير عند ذبح الأضاحي.

حكم صيام أيام التشريق

يُحرم صيام أيام التشريق على الحاج، إلا لمن كان متمتعاً أو قارناً ولم يتوفر لديه هدي، سواء بسبب عدم الإمكانية المالية أو لعدم توفر الأنعام. في هذه الحالة، يُسمح له بصيام هذه الأيام الثلاثة حتى لا يفوته موسم الحج. وهذا هو رأي غالبية فقهاء الحنفية والمالكية والحنبلية، كما نقل عن عائشة وابن عمر -رضي الله عنهما- أن “لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ”. بينما يذهب بعض الفقهاء، مثل الشافعي في قوله الجديد، إلى تحريم صيامها بشكل مطلق.

وتتفق غالبية الفقهاء من الأئمة الأربعة وغيرهم على تحريم صيام أيام التشريق لغير الحاج، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن صيامها، فعن عائشة وابن عمر -رضي الله عنهما- قيل: “لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ”.

Published
Categorized as معلومات عامة