يعتبر أول مسجد موجود على سطح الأرض من أبرز المعالم التاريخية والدينية في العالم.
المسجد الحرام هو الذي يُعد أول مسجد بُني، حيث يحتوي على الكعبة المشرفة.
يتواجد هذا المسجد في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في مدينة مكة المكرمة.
أول مسجد تم تشييده على الأرض
يسعى الكثيرون للبحث عن دليل قوي يثبت أن المسجد الحرام هو بالفعل أول مسجد تم تأسيسه.
تشير الآيات القرآنية إلى هذا الأمر، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ).
تشير كلمة (أول) إلى عدم وجود مساجد أخرى قبل المسجد الحرام خلال تلك الفترة.
أسباب تأسيس المسجد الحرام
السبب الرئيسي وراء بناء المسجد الحرام هو تكريس عبادة الله سبحانه وتعالى وتجنب الشرك به.
يهدف هذا المسجد إلى تعزيز مفهوم التوحيد، وقد أمر الله جميع الناس بالصلاة فيه.
من قام بتأسيس المسجد الحرام
لم يتفق علماء المسلمين حول رؤية واحدة بشأن أول مسجد بُني على الأرض.
أشار المحب الطبري رحمه الله إلى أن الله تبارك وتعالى هو الذي أنشأ هذا المسجد دون تدخل من بشر.
بينما اعتبر عالم آخر يسمى الأزرقي أن الملائكة هم من أسسوا أول مسجد في الأرض وليس البشر.
عالم آخر، وهو عطاء، ذكر أن النبي آدم عليه السلام هو من قام بتأسيس المسجد.
كما أوضح بعض العلماء، مثل “وهب بن منبه”، أن من قام بتأسيسه هو ابن آدم عليه السلام، المدعو شيث.
بينما أشار معظم علماء المسلمين إلى أن النبي الذي أسس المسجد هو إبراهيم عليه السلام.
مراحل إنشاء المسجد الحرام
تاريخ بناء أول مسجد على وجه الأرض يتضمن عدة مراحل.
في البداية، تم تشييد المسجد على يد الملائكة وبمساعدة النبي آدم عليه السلام.
لاحقًا، أمر الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام ببناء أساس المسجد الحرام.
كان إسماعيل عليه السلام هو من يجلب الحجارة، بينما كان إبراهيم عليه السلام يقوم بتثبيتها في البناء.
وفي مرحلة معينة، استند إبراهيم عليه السلام على حجر مرتفع للمساعدة في إكمال البناء.
ذكر ذلك في القرآن الكريم حيث قال الله: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم).
في ما بعد، واجه المسجد الحاجة إلى بعض الترميمات بسبب الأمطار الغزيرة التي سببت أضرارًا لبعض أجزائه.
قامت قبيلة جرهم بإعادة ترميم المسجد وتحسينه في ذلك الوقت.
بعد ذلك، أخذت قبيلة قريش على عاتقها مسؤولية إعادة بناء المسجد الحرام مرة أخرى، وقاموا بارتفاع مستوى باب الكعبة الشريفة قليلاً.
كان باب الكعبة في السابق قريبًا من الأرض، لكن قريش جعلته مرتفعًا قليلاً.
فيما بعد، نظم عبدالله بن الزبير تجديد المسجد، مما أظهر الإصلاحات التي أجريت على الحجر الأساسي.
أمر أيضًا بإعادة خفض باب الكعبة ليكون قريبًا من الأرض مرة أخرى.
في عهد عبد الملك بن مروان، تم إعادة بناء المسجد الحرام بالشكل الذي كان عليه في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الخلاف حول وضع الحجر الأسود في المسجد الحرام
شهدت القبائل في مكة المكرمة اختلافات حول تجديد المسجد والكعبة ورغبتها في وضع الحجر الأسود.
كل قبيلة كانت تتمنى أن يختار أحد أفرادها لوضع الحجر للحصول على مكانة عالية.
عند اشتداد الصراع، اتفقوا على أن يختاروا شخصًا ليكون حكمًا بينهم، وقالوا إن أول من يظهر سيكون الحكم.
كان الحكم هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكان حينها لا يزال صغيرًا.
أمرهم بأن يضعوا الحجر في ثوب كبير ويعهدوا لكل قبيلة بمسك أحد جوانب الثوب، كي يقوموا جميعًا بوضعه.
وبعد ذلك، قام النبي بسحب الحجر ووضعه في مكانه المناسب.
لماذا يُسمى المسجد الحرام بهذا الاسم؟
التسمية “المسجد الحرام” تعود لكونه مكانًا محرمًا لقتال والحروب حتى قيام الساعة.
أمر الله سبحانه وتعالى بأن يكون القتال في هذا المسجد محرمًا، لذا لا يجوز سفك الدماء فيه.
كما نهى الله عن الصيد خلال الفترة الحرم، وحظر إزالة أو قطع أي نباتات أو أشجار من أماكنها.
لدي حديث نبوي يوضح تحريم الأمور السابقة في المسجد الحرام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا البلدَ حرَّمَهُ اللهُ يوم خلقَ السماواتِ والأرضِ، فهو حرامٌ بحرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ …)
فضل الصلاة في المسجد الحرام
يتفضل الله عز وجل بالصلاة التي تقام في أول مسجد بُني على الأرض بمكانة عظيمة.
الصلاة في هذا المسجد تختلف عن سائر المساجد، حيث تنال الأجر والثواب بشكل مضاعف.
تعتبر حسنات الصلاة في المسجد الحرام أضعاف تلك التي تنال في مسجد آخر.
ذكر علماء الدين حديثًا يدل على أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل 100000 صلاة في أي مسجد آخر.
ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صلاةٌ في مسجِدي أفضلُ من ألفٍ صلاةٍ فيما سواهُ إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةٍ ألفِ صلاةٍ فيما سواه”.
الحسنات المرتبطة بالصلاة فيه كبيرة جدًا.
الآذان في المسجد الحرام
عند انتهاء النبي إبراهيم وابنه إسماعيل، ظهرت لهم الملائكة، وكان من بينهم سيدنا جبريل عليه السلام.
أبلغهم جبريل بأمر الله بأن يؤذن إبراهيم عليه السلام في المسجد لأول مرة.
نفذ إبراهيم هذا الأمر، لكنه لم يرَ أحدًا يلبي النداء، فأخبر الله بذلك.
وعد الله نبيه بأن يوجه الآذان لينتشر بين جميع الناس في كل أرجاء الأرض.
أحدث التعليقات