تُعتبر مدينة أوروك واحدة من أقدم المدن العربية، تقع في الجزء الغربي من القارة الآسيوية، وتحديداً في منطقة بلاد الرافدين في العراق. تُعرف المدينة حالياً باسم بابل، وقد أطلق عليها سابقاً “المدينة القديمة”. تمتد شمال شرق نهر الفرات الحديث، وتحديداً إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات القديم، وتبعد حوالي 30 كيلومتراً عن المناطق الحديثة مثل السماوة والمثنى. لقد لعبت أوروك دوراً محورياً في التمدن خلال الفترة السومرية المبكرة، حيث كانت في منتصف الألفية الرابعة قبل الميلاد، وكانت تمتد على مساحة تصل إلى ستة كيلومترات مربعة، ما جعلها أكبر مدينة في العالم في تلك الحقبة.
تأسست أوروك في نحو 4500 قبل الميلاد على يد الملك السومري انميركر (Enmerkar)، الذي وحد مستوطنتين صغيرتين آنذاك يقطنهما العبيد. برزت المدينة في تاريخها الأدبي من خلال ملحمة جلجامش، حيث تم بناء سور حولها، وقد اتخذت المنطقة المعروفة باسم اينا (Eanna) مركزاً لنشاطاتها الحرفية.
لقد كانت لأوروك أهمية كبيرة في التاريخ السياسي للسومريين، حيث تمكنت القبيلة من توسيع نفوذها نحو الأجزاء العليا من بلاد ما بين النهرين وسوريا. شهدت المدينة صراعاً مريراً ضد قبيلة العيلامية في عام 2004 قبل الميلاد، وبعد ذلك انتقلت قيادتها تحت سيطرة عدة إمبراطوريات كبيرة، حيث سيطرت عليها كيش في بداية عصر الأسرات المبكر، وتبعتها حكم أور.
تتميز مدينة أوروك بعدد من الإنشاءات الضخمة والهندسة المعمارية المبهرة. من أبرز المعالم التي وُجدت في المدينة القديمة هي المعابد مثل معبد الحجر المخروط، والحجر الجيري، ومخروط الفسيفساء (B، C، F، G، D)، بالإضافة إلى قاعة جيباود (GEBÄUDE)، وقاعة هالينبو (lenbau)، وقاعة الدعامة، والمعبد الأحمر والأبيض، وقاعة العمود المستديرة، والمحكمة الكبيرة، وحرم إنانا، ومعبد السماء.
تم اكتشاف موقع أوروك لأول مرة من قبل وليم لوفتس عام 1849م، حيث بدأ عمليات التنقيب بعد عام من الاكتشاف استمرت لمدة أربع سنوات. على الرغم من أنه عثر على العديد من القطع الأثرية القيمة، إلا أن ممولي التنقيب أجبروا على تسليم الغالبية من تلك القطع إليهم بأسعار زهيدة. في عام 1902، اكتشف العالم والتر أندري موقع الوركاء مرة أخرى.
بين عامي 1912 و1913، تمكن فريق من العلماء برئاسة يوليوس الأردن من الجمعية الشرقية الألمانية من اكتشاف معبد عشتار، وهو واحد من أربعة معابد معروفة في المدينة. أحد أبرز ملامح هذه المعابد هو استخدام الطوب المزخرف بالفسيفساء الملونة، كما تمكن الفريق من العثور على سور المدينة الذي بني كجزء من نظام الدفاع.
أحدث التعليقات