يعتبر التعليم ضرورة أساسية في الحياة، ولكن تساؤلات عديدة قد تطرأ على أذهاننا حول مصادر وأصول الفكرة المتعلقة بأول مدرسة في التاريخ. ربما لا يعرف الكثيرون أن أقدم جامعة في العالم قد تم تأسيسها في العصور القديمة.

ارتبطت هذه المؤسسة التعليمية، التي عُرفت تاريخياً بالأكاديمية، بالحضارة اليونانية القديمة وشهدت العديد من التطورات التي ساهمت في تشكيلها إلى ما هي عليه اليوم.

أول مدرسة في العالم

تأسست أول مدرسة في العالم منذ زمن بعيد، وتحديداً في عام 141 قبل الميلاد، في دولة الصين، وكانت تعرف باسم:

• مدرسة شيشي الثانوية التي أنشأها الحاكم في منطقة سيتشوان خلال عصر أسرة هان، وتقع في مدينة تشنغدو.
• تغير اسم المدرسة عبر العصور تبعاً للقبيلة الحاكمة، واستمرت في أداء رسالتها التعليمية حتى عام 194 ميلادياً، حيث تعرضت للاحتراق في القرن السابع عشر.
• بعد عملية الترميم، عادت مدرسة شيشي إلى الحياة في عام 1902، وتحولت لاحقاً إلى ما يُعرف اليوم بالمدرسة الإعدادية العليا في الصين.

مدرسة شيشي في العصر الحالي

ما زالت مدرسة شيشي، المعروفة كأول مدرسة في التاريخ، قائمة حتى الآن، وتتمتع بعدد من المميزات التي نبرزها فيما يلي:

• تُعتبر مدرسة شيشي واحدة من أكبر المؤسسات التعليمية الحكومية وأفضل مائة مدرسة ثانوية في الصين.
  • يحقق الطلاب الملتحقون بها درجات عالية مقارنة بالمدارس الأخرى.
• يتميز طلاب مدرسة شيشي بالتفوق الأكاديمي، الأمر الذي يجعلها وجهة لرغبة العديد من أولياء الأمور في إلتحاق أبنائهم بها، حيث يتم إجراء اختبارات لاختيار الطلاب المتميزين.
• تضم المدرسة بهوًا وحرمًا لمعبد كونفوشيوسي على مساحة تناهز 93420 متر مربع، مع حوالي 37 فصل دراسي تستقبل 2000 طالب.
• تحتوي مدرسة شيشي على حُرم آخر يضم ثلاثين فصلًا دراسيًا يستقبل نحو 1600 طالب، بالإضافة إلى 21 فصلًا للمدرسة الإعدادية تستوعب حوالي ألف طالب.
• تنقسم المدرسة اليوم إلى عدة مبانٍ، بعضها مخصص للتعليم والآخر للمكتبة ومراكز المعلومات لدعم البحث.
• تتميز مدرسة شيشي بوجود قاعة تاريخية تسرد تاريخ المدرسة، بالإضافة إلى سكن خاص للطلاب ومقصف وصالة رياضية، حيث فصولها الدراسية مزودة بأحدث التقنيات.
• لا تهمل المدرسة الأنشطة الترفيهية والرياضية، إذ تحتوي على العديد من الملاعب والصالات مثل ملعب كرة الطائرة وملعب التنس.

أقدم ثلاث مدارس حول العالم

تُعتبر مدرسة شيشي أقدم مدرسة في التاريخ، ولكن توجد مدارس قديمة أخرى حول العالم تتمتع بمستوى تعليمي مشابه، مثل:

• مدرسة كارولين التي أُسست في عام 804 ميلادياً في ألمانيا.
• مدرسة بولينوم التي أنشأها القديس لودجر في عام 797 ميلادياً، وتُعتبر من المدارس المختلطة الرهبانية.
• مدرسة شيربورن التي تأسست في عام 705 ميلادياً وتقع في إنجلترا، وهي مدرسة داخلية مختلطة.

أول مدرسة في المملكة العربية السعودية

يصعب تحديد أول مدرسة أُنشئت في المملكة العربية السعودية، لكن منظومة التعليم بدأت فعلياً في البلاد منذ عام 152 ميلادياً، وتنقسم كالتالي:

• ويُقسَّم التعليم في السعودية بحسب الجنس، حيث توجد مؤسسات تعليمية خاصة بالذكور وأخرى للفتيات.
  • كما توجد مؤسسات تقدم التعليم الإسلامي للذكور.
• تتشابه المدارس في نظام الدراسة، والفصول، ولكن يظل المنهج والمواد الدراسية متشابهة، وأحياناً تكون الامتحانات النهائية مشابهة أيضاً.
• تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة للتعليم، حيث تبلغ ميزانيته حوالي 3.6% من إجمالي الميزانية الحكومية.
  • يشمل التعليم المراحل الدراسية الثلاث، حيث تبدأ المرحلة الابتدائية من عمر السادسة إلى الثانية عشرة، ويشمل مناهج عربية، بالإضافة إلى تدبير منزلي ولياقة بدنية وبعض الدراسات الإسلامية.
• تليها المرحلة المتوسطة، من عمر 12 إلى 15 عاماً، حيث تُدرس اللغة العربية بشكل مُكَثف، إلى جانب اللغات الأجنبية، والتاريخ، والجغرافيا، والتربية الفنية، والرياضيات، والدين، بالإضافة إلى التركيز على التربية الرياضية والتدبير المنزلي.
• تعتبر المرحلة الثانوية المرحلة الأخيرة، حيث تستمر لثلاث سنوات، وفيها يختار الطالب إما النظام العلمي أو الأدبي، شريطة حصوله على نسبة 60%، وإلا سيكون الخيار متاحًا فقط للنظام الأدبي.