مفهوم الذكاء
يمكن وصف الذكاء بأنه القدرة على التكيف والتعلم من المواقف الجديدة، بالإضافة إلى فهم المفاهيم المجردة. يختلف علماء النفس في تعريف الذكاء، حيث يشير البعض إلى أنه قدرة الفرد على التفكير المجرد، بينما يراه آخرون كقدرة على تقديم ردود ملائمة على الأسئلة والتعلم. يتفق معظم علماء النفس على أن الذكاء مرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة الفرد على التكيف مع بيئته، ويعتمد هذا التكيف على العمليات المعرفية التي تشمل الإدراك، والذاكرة، وحل المشكلات، والتعلم. من المهم الإشارة إلى أن الذكاء لا يقتصر فقط على العمليات المعرفية، بل يشكل تفاعلًا معقدًا بين هذه العمليات للوصول إلى حالة من التكيف. بناءً على ذلك، يُنظر إلى الذكاء على أنه مجموعة من القدرات بدلاً من صفة واحدة فقط.
المبتكر الأول لقياس الذكاء
يُعتبر العالم الفرنسي ألفريد بينيه هو أول من وضع مقياسًا للذكاء، حيث كان الهدف الأساسي من هذا المقياس هو تحديد الطلبة الذين يواجهون صعوبات دراسية. وُلِد بينيه عام 1857 وتوفي عام 1911.
بمساعدة زميله سيمون، قام بينيه بابتكار مقياس للذكاء الذي سُمِّي لأول مرة (مقياس بينيه-سيمون للذكاء). وقد قام بينيه بتطوير هذا المقياس ليتم استخدامه مع عينة من المشاركين الأمريكيين في جامعة ستانفورد، وعندئذٍ أطلق عليه اسم (مقياس بينيه-ستانفورد للذكاء). يتكون مقياس بينيه من مجموعة من الأسئلة مرتبة حسب درجة صعوبتها، مع مراعاة خبرات الأطفال وتأثير التعلم، حيث وضع بينيه مجموعة أسئلة مناسبة لكل عمر. من خلال دراساته، اكتشف أن بعض الأطفال يمكنهم الإجابة عن أسئلة تناسب أطفالًا أكبر سنًا، مما أدى به إلى مفهوم “العمر العقلي”. وبالتالي، استطاع قياس الذكاء من خلال مقارنة العمر العقلي للفرد بالعمر الزمني العادي، وضرب الناتج في 100 للحصول على ما يُعرف بمعدل الذكاء (IQ).
أنواع الذكاء
الذكاء ليس مجرد قدرة واحدة، بل يتضمن مجموعة من الأنواع والقدرات المستقلة. قسم الدكتور هوارد غاردنر الذكاء إلى عدة أصناف كما يلي:
- الذكاء اللغوي: يتميز الأفراد في هذا النوع بقدرتهم على القراءة والكتابة والتعبير عن الأفكار، ويشمل ذلك الكتاب والمحامين والشعراء.
- الذكاء المنطقي الرياضي: يظهر الأفراد الجيدون في هذا النوع قدرة على حل المسائل الرياضية ولديهم شغف بالألغاز، وعادة ما يكون لديهم مهارات تقنية متقدمة.
- الذكاء المكاني: يهتم الأفراد في هذا النوع بالصور والفنون، ويتميزون بقدرتهم على تخيل الأماكن والاتجاهات.
- الذكاء الجسمي: يتميز الأشخاص في هذا المجال بقدرتهم على أداء الحركات الرياضية والتحكم في أجسادهم، مع مهارة في الألعاب الرياضية.
- الذكاء الموسيقي: يميل الأفراد في هذا النوع إلى الموسيقى والإيقاعات، حيث يتمكنون من تذكر الألحان والعزف على الآلات الموسيقية.
- الذكاء الشخصي: يتمتع هؤلاء الأفراد بمهارات التواصل الجيدة، حيث يمتلكون القدرة على فهم مشاعر الآخرين وكسب تعاطفهم.
- الذكاء العاطفي: يدرك الأفراد في هذا النوع نقاط قوتهم وضعفهم، كما أن لديهم فلسفة ونظرة تحليلية للأمور التي تواجههم.
- الذكاء المعني بالطبيعة: يجد هؤلاء الأفراد اهتمامًا خاصًا بالطبيعة ودراسة الكائنات الحية، ولديهم قدرة على التعامل مع البيئة والنباتات.
أشخاص ذوي نسب ذكاء مرتفعة
على الرغم من أن معامل الذكاء ليس ثابتًا وقد يتغير تبعًا للظروف المحيطة، هناك العديد من الأفراد الذين يتمتعون بنسب ذكاء خارقة. إليكم بعض هؤلاء:
- نيكولا تسلا: عالم فيزيائي وُلِد عام 1856، سجَّل براءات اختراع في مجال الكهرباء وكان معدل ذكائه 215.
- جوديت بولغار: واحدة من أفضل لاعبي الشطرنج في العالم، تمتلك معدل ذكاء يبلغ 150.
- فيليب إيمغوالي: متخصص في الرياضيات والجيولوجيا، وبلغ معدل ذكائه 190.
- كيم أونغ يونغ: بدأ الكلام بطلاقة في 6 أشهر، ودرس في جامعة الشرف للفيزياء في 3 سنوات، وكان عمله في ناسا في 16 من عمره بمعدل ذكاء 210.
- كريستوفر هيراتا: تخرج من الثانوية العامة في 12 عامًا، وعمل في وكالة الفضاء الأمريكية في 16 عامًا، بمتوسط معدل ذكاء 225.
- تيرنس تاو: بدأ العمل في مركز البحوث الوطنية في 14 عامًا، وحصل على الماجستير والدكتوراه في 20 عامًا، ويتراوح معدل ذكائه بين 225 و230.
- ويليام جيمس: بدأ دراسته في جامعة هارفارد في 12 عامًا، وتعلم 40 لغة، وحصل على معدل ذكاء يتراوح بين 250 و300.
أحدث التعليقات