يُعتبر الإمام الشافعي، الذي وُلد في عام 150هـ وتوفي في عام 204هـ، من أبرز الشخصيات في التأليف في مجال أحكام القرآن. ووفقًا لما ذكره البيهقي، قام الشافعي بوضع مؤلّفاتٍ تتناول أحكام القرآن، غير أنه لم يصل إلينا نصٌّ منها. وقد عمل البيهقي على تجميع تفسيرات الشافعي المتعلقة بأحكام القرآن من مؤلّفاته بحيث أصدر كتابًا معنونًا بأحكام القرآن. ومن المعروف أيضًا أن الحافظ أبو الحسن علي بن حجر، الذي توفي في عام 244هـ، كان من روّاد التأليف في هذا المجال. بينما أشار البعض إلى أن محمد بن سائب الكلبي، الذي وُلد في عام 146هـ، يُعتبر أول مؤلّف في علم أحكام القرآن.
شهد التأليف في أحكام القرآن عدة مراحل رئيسية، وهي كالتالي:
آيات الأحكام تُشير إلى العلم الذي يسعى لدراسة الآيات التي نصت على الأحكام الشرعية، بما تتضمنه من أوامر ونواهي إلهية للعباد. ينطوي هذا العلم على جمع الآيات المتعلقة بالأحكام مع بحث دلالاتها في القضايا الفقهية، سواء كانت استنباطية أو إشارية أو نصية أو بعبارات دالة من السياق، ويُتبع في ترتيبها الأبواب الفقهية.
أشار بعض العلماء إلى أن عدد آيات الأحكام في القرآن يبلغ حوالي خمسمئة آية، ومن أبرز الذين ذكروا ذلك الغزالي والرازي وغيرهم. ويمكن أن يتواجد في الأحكام ما تم التصريح به من الآيات، كما يمكن استخراج الأحكام من آيات الأمثال والقصص. بالإضافة إلى ذلك، يتم استنباط بعض الأحكام عن طريق الربط بين آيات مختلفة. وقد أفاد السيوطي في كتابه بأن معظم آيات القرآن تحتوي على أحكام تتعلق بالأخلاق والآداب، وقد يتجاوز عدد آيات الأحكام الخمسمئة إذا قام العلماء بعمليات استقصاء دقيقة لها.
تمت كتابة العديد من المؤلفات التي تتناول علم آيات الأحكام، ومن أبرز هذه المؤلفات:
أحدث التعليقات