أول مخلوقات الله

تباينت آراء علماء الدين في مسألة أول مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى. حيث ذهب بعضهم إلى أن القلم هو أول ما خلق، ولكن هناك نظرية تؤكد أن القلم خلق في عالمنا وليس في العالم العلوي. في المقابل، يعتبر معظم العلماء أن العرش هو أول مخلوق لله تعالى. وقد استندوا في ذلك إلى ما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء”. إلا أن هذا الحديث أثار جدلاً حول أيهما هو الأول: العرش أم الماء، فقد اعتبر بعض العلماء أن العرش هو أول المخلوقات، بينما اعتبر آخرون أن الماء هو الأصل الذي انبثقت منه جميع المخلوقات. ومن هنا، فإنه يمكن القول بأن أول ما خلق الله -عز وجل- هو الماء والعرش، تلاهما القلم، ثم السماوات والأرض.

خلق السماوات والأرض

لم يتوصل العلماء إلى إجماع حول أيهما خُلق أولاً: السماوات أم الأرض، أو في أي الأيام تم ذلك. إذ يرى بعض العلماء أن الله -تعالى- خلق الأرضين أولاً في يومي الأحد والاثنين، ثم خلق الأشجار والجبال في يومي الثلاثاء والأربعاء، مع خلق السماوات في يوم الخميس وبعض من يوم الجمعة. بينما تعتقد مجموعة من العلماء الأخرى أن الله -عز وجل- بدأ بخلق الأرض أولا، وبعد ذلك استوى إلى السماء وجعلها سبع سماوات، ومن ثم بسط الأرض وأرسي فيها الجبال وثبّت الأقوات، حيث أن الله -سبحانه وتعالى- لم يمهد الأرض إلا بعد خلق السماء، كما ورد في قوله تعالى: “وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا”.

بداية البشرية وخلق آدم وحواء

ما من شك أن الله -سبحانه وتعالى- خلق آدم -عليه السلام- من طين، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية. حيث أخذ الله -جل وعلا- قبضةً من كل أجزاء الأرض ليخلق آدم، فبرز في خلقه الأبيض والأسود والأحمر، وكذلك السهل والجبال والخبيث والطيب. ثم نفخ الله -عز وجل- فيه من روحه، وهو تكريم لآدم وذريته. بعد ذلك، قام الله بخلق حواء من ضلع آدم، لتكون له سكنًا وزوجًا.