يُعتبر نبي الله إدريس -عليه السلام- هو أول من بدأ في خياطة الملابس وارتدائها، حيث انتمى إلى قبيلة كانت تعتمد على جلود الحيوانات. كما يُعزى له الفضل كونه أول من استخدم القلم للكتابة، وأول من استكشف مجالات علم الفلك والرياضيات. بالإضافة إلى ذلك، يُقال إنه كان أول من استخدم السلاح في مواجهة الكفار. وقد نُزّل عليه ثلاثون صحيفة. ومن المثير للاهتمام أن تاريخ الخياطة اليدوية يعود إلى 20,000 عام، حيث كانت الإبر الأصلية تُصنع من العظام أو قرون الحيوانات، بينما كانت الخيوط الأولى تُصنع من أوتار الحيوانات. وفي القرن الرابع عشر، تُركب الإبر المعدنية، وفي القرن الخامس عشر، ظهرت إبر العين الواحدة.
تعود أصول الخياطة إلى العصر الجليدي الأخير، حيث اكتشف علماء الآثار إبرًا مصنوعة من العظام تحتوي على فتحات، كانت تُستخدم لخياطة الجلود والفراء معًا. وتُعتبر أقدم إبر خياطة حديدية من تل سلتيك في مانشنج، ألمانيا، والتي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وفي عام 1790، قام المخترع البريطاني توماس سانت بابتكار أول ماكينة خياطة عملية. بينما في عام 1755، قام المخترع الألماني كارل ويسنثال بابتكار أول إبرة مخصصة لماكينة الخياطة، لكن لم يُنتج حينها آلة كاملة. لاحقًا، تم تصميم آلة سانت، التي كانت مخصصة لخياطة الجلود والأقمشة، خاصة الأحذية، مما يدل على الجهود المنسقة بين عدة مخترعين في تطوير ماكينة الخياطة.
أحدث اختراع ماكينة الخياطة عام 1846 بواسطة إلياس هاو من كونيتيكت ثورة تكنولوجية وصناعية واجتماعية في عالم صناعة الملابس. حيث أصبحت عملية تصنيع الملابس أسهل وأقل تكلفة، مما ساهم في إنشاء أكبر وأحدث مصانع الغزل والنسيج. كما غيّر هذا الاختراع الطريقة التي تُصنع بها الملابس، وفتح المجال أمام النساء في الطبقات المتوسطة لإظهار مهاراتهن في العمل مع الآلات المعقدة. وبالتالي، أصبحت ماكينة الخياطة تمثل قدرة النساء في العمل، وأضحت رمزًا للعمل النسائي في العصر الحديث.
أحدث التعليقات