أول شخص تولى إدارة بيت المال في التاريخ

أول من وُلّي بيت المال

يعتبر الصحابي أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- هو أول من تولى إدارة بيت مال المسلمين. وقد تم تكليفه بهذه المهمة من قبل الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خلال فترة خلافته. لقد اختير أبو عبيدة لهذه المهمة نظرًا لكونه الأجدر بها، حيث عُرف بين الناس بأمانته وصدقه، وقد لقبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمين هذه الأمة.

أول من أسس بيت المال في الإسلام

تباينت آراء المؤرخين حول أول من أسس ما يُعرف ببيت المال للمسلمين، حيث يمكن تلخيص الآراء في نقطتين رئيسيتين:

  • الرأي الأول: يشير بعض المؤرخين إلى أن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- هو من أسس بيت المال في منطقة تُسمى السنح، حيث لم يُعين حارسًا عليه، ومن ثم نقل الأموال إلى بيته، ليقوم بتوزيعها على فقراء المسلمين والمحتاجين. وكان يشتري بواسطة الغلة خيولًا وأسلحة، بالإضافة إلى ملابس للفقراء والمحتاجين. وعند وفاة أبو بكر، حضر عمر بن الخطاب وبعض الصحابة إلى بيت المال، فوجدوه خاليًا.
  • الرأي الثاني: يعتقد البعض أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو أول من أسس بيت المال للمسلمين، مرجحين أن ذلك لم يكن موجودًا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو في زمن أبي بكر -رضي الله عنه-.

ومع ذلك، فإن هذا الرأي لم يعد سليمًا، إذ يُعتبر أبو بكر هو المعني بتأسيس بيت المال وتوليته لأبو عبيدة -كما تم ذكره سابقًا.

تعريف بيت المال للمسلمين

بيت المال هو الجهة التي تُحفظ فيها الأموال العامة للدولة الإسلامية، إلى حين صرفها في مساراتها المقررة، مثل أموال الغنائم والفيء وغيرها. وفي العصر الحديث، يُستخدم مصطلح بيت المال للإشارة إلى الهيئة المسؤولة عن إدارة وتوزيع تلك الأموال.

وتمتلك موارد بيت المال تنوعًا، وتشمل:

  • الزكاة،

وتتضمن زكاة الأموال أو زكاة الزروع والثمار، أو زكاة عروض التجارة، حيث تُجمع وتُوجه إلى بيت المال لتُصرف في الأوجه الشرعية.

  • خُمس الغنائم،

وهو ما يُجمع من الغنائم التي يحصل عليها المسلمون من أعدائهم في الحروب، حيث يُخصص خُمس تلك الغنائم لبيت المال.

  • خمس الخارج من الأرض،

وهو ما يتم استخرجه من المعادن، مثل الذهب أو الفضة، أو من البحر، كاللؤلؤ، بحيث يتوجب دفع خُمسهم لبيت المال.

  • خمس الركاز،

وهو ما يُعثر عليه من كنوز دفنت منذ زمن بعيد، ويجب عليه دفع الخُمس لبيت مال المسلمين.

  • الفيء،

ويعني الأموال التي تُؤخذ من الكافرين دون قتال.

وتُصرف الأموال من بيت المال في مجالات محددة، تشمل:

  • بيت الزكاة:

تصرف أموال الزكاة في الأوجه الثمانية التي وردت في الآية الكريمة: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضةً من الله).

  • بيت الأخماس:

يخصص جزء منها لله ورسوله، ولذوي القربى، واليتمى والمساكين، وابن السبيل.

  • بيت الضوائع:

وهو الأموال التي لا يُعرف أصحابها، حيث تُصرف للفقراء والمساكين.

  • بيت الفيء:

تُصرف أمواله في ما يُخدم مصلحة المسلمين بشكل عام، وفق ما يراه إمام المسلمين.

Published
Categorized as معلومات عامة