تعتبر أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- رمزًا للفدائية في الإسلام، حيث أظهرت شجاعة نادرة في دعم النبي -صلى الله عليه وسلم- ووالدها خلال هجرتهما من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. فقد بذلت جهداً كبيراً في إخفاء تفاصيل خروجهما عن قريش، وتحملت في سبيل ذلك الكثير من الأذى. ومن الأمثلة على ذلك، عندما جاء أبو جهل لتسأل عنها بشأن أبي بكر بعد هجرته مع النبي، حيث لم تتردد في إنكار معرفتها، مما أدى به إلى لطمتها على وجهها، فسقط قرطها من شدة الضربة. كما كانت أسماء أيضًا الداعمة الرئيسية لهما في رحلتهما، فقد قامت بإعداد مؤن السفر، وعندما لم تجد شيئاً لربط متاعهما، قامت بشق نطاقها إلى شقين واستعملته لذلك، مما أكسبها لقبا خاصاً من النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو “ذات النطاقين”.
أسماء بنت أبي بكر الصديق القرشية التيمية، وأمّها قيلة أو قتيلة بنت عبد العزّى، هي الأخت الشقيقة لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-. كانت من أوائل من أسلموا، وتزوجت من الزبير بن العوام، وهاجرت إلى المدينة المنورة وهي تحمل ابنها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهم-. قضت أسماء حياتها في سبيل الله، وتوفيت عن عمر يناهز المئة عام، وقد عانت من فقدان البصر قبل رحيلها.
إلى جانب دورها الفعال في الإسلام ودعمها للنبي -صلى الله عليه وسلم- ووالدها خلال هجرتهم، تميزت أسماء -رضي الله عنها- بمجموعة من المواقف التي تعكس ورعها وزهدها وقوتها في مواجهة الحق. وفيما يلي نستعرض بعض هذه المواقف:
أحدث التعليقات