تباينت آراء العلماء حول أول ما خلقه الله -تعالى- في الكون. فيما يلي توضيح لتلك الآراء:
تتعدد الآراء حول أول مخلوق لله، ويمكن تلخيصها في ثلاثة أقوال كالتالي:
ذهب كثير من العلماء إلى أن العرش هو أول المخلوقات التي خلقها الله -سبحانه وتعالى-، في حين اعتبر بعضهم القلم هو أول ما خلقه الله في الوجود. وقد استند أصحاب هذا الرأي إلى حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي يقول: (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ). ومع ذلك، لم يسلم هذا الرأي من مناقشة العلماء، حيث اعترض بعضهم بناءً على أحاديث أخرى تُشير إلى أن الله -عز وجل- خلق القلم وأمره بكتابة مقادير الخلق، وأن العرش كان قد خُلق قبل ذلك، حيث يُذكر أن عرش الله -تبارك وتعالى- كان على الماء. وفقاً لذلك، فهم بعض العلماء حديث القلم بطريقة مختلفة، معتبرين أنه لا يعني كونه أول مخلوق في الوجود بل يدل على أمر الله -عز وجل- للقلم بكتابة المقادير التي قد تحققت. وهذا يستنتج منه أن “ما” في نص الحديث تشكل مصدرًا وليست موصولة.
لم تقتصر آراء العلماء على العرش والقلم فقط، بل ذهب البعض إلى أن خلق الماء كان سابقاً على خلق العرش. وقد استندوا في ذلك إلى قوله تعالى: (وكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ). كما ورد في حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم: (كلُّ شيٍء خُلِقَ من ماءٍ)، مما يُظهر أن الماء هو أول المخلوقات ولم يسبقه شيء في الخلق، بل هو أصل الوجود للمخلوقات التي تليه. وعلق ابن أبي شيبة -رحمه الله- قائلاً: “الآية تدلّ على أن العرش كان موجوداً على الماء قبل خلق السماوات والأرض”.
أحدث التعليقات