بُعث النبي محمد -عليه السلام- برسالة الإسلام في بداية الأمر بشكل سري، قبل أن يأمره الله -عز وجل- بالإعلان عنها للعالم. وقد أسلم مع رسول الله -عليه السلام- في بداية دعوته عدد من الرجال والنساء والصبية بشكل سري، دون أن يعلنوا عن ذلك. وعلى الرغم من كونهم الأوائل في دخول الإسلام والجنة، إلا أن العديد من الناس يجهلون أسماءهم.
وكانت أول امرأة أسلمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي خديجة بنت خويلد، زوجته الكريمة. جاء إيمانها بعد أن نزل الوحي على نبينا في غار حراء، بشّره بأنه النبي الذي اختاره الله -عز وجل- ليكون رسولاً إلى البشرية، وصاحب الرسالة السماوية الخالدة المتمثلة في القرآن الكريم.
عندما عاد -عليه السلام- إلى زوجته وكان يشعُر بالخوف من هول ما حدث، آمنت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- برسالة النبي الكريم وصدقت بنبوته فور أن استمعت إلى حديثه حول ما حدث في غار حراء، دون أن تساورها أدنى شكوك.
أما الغلمان، فكان علي بن أبي طالب، ابن عم النبي، هو أول من أسلم. حيث قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتربيته ليخفف عن عمه الذي كان لديه العديد من الأبناء ولم يكن قادرًا على تربيتهم جميعًا. منذ أن كان طفلاً، عاش علي بن أبي طالب في كنف سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان عمره نحو 9 سنوات عندما بُعث الرسول الكريم.
دخل عليّ على النبي محمد وزوجته خديجة وهما في حالة صلاة، استغرب مما يفعلا. عقب سؤاله لهما، أخبراه بنبوة النبي -عليه السلام-. قضى علي -رضي الله عنه- تلك الليلة في التفكير بما سمع، ثم أعلن إسلامه أمام النبي في اليوم التالي.
وأما بالنسبة للرجال الأحرار، فإن أول من أسلم هو أبو بكر الصديق، الذي كان صديقًا ورفيقًا للنبي. وقد أطلق سيدنا محمد عليه لقب “الصديق” بمجرد أن أسلم، بسبب تصديقه العميق برسالة النبي ونبوته دون أدنى شك. لقد لعب أبو بكر دورًا محوريًا في دعم الإسلام ونشره، كونه من أغنياء مكة ورجالاتها، فدافع عن النبي ورسالة الإسلام بنفسه وماله.
كما كان رفيق النبي خلال هجرته، حيث قال الله تعالى: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، فكان مؤازرًا للنبي في أصعب الأوقات. بعد فترة، اختار النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر خليفة له من بعده.
وقد ذُكر أيضًا أن أول من دخل في الإسلام من الرجال الموالين هو زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، حيث قام النبي بشراء زيد وهو طفل عبد، ثم أعتقه ليكون مولاه. وبعده أسلم بلال -رضي الله عنه-.
أحدث التعليقات