في ختام فوائد أذكار الصباح والمساء، يُشير الكثير إلى أن الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم يساعد على الحفاظ على الشخص وتوفيقه لما يحبه الله ويرضاه.
أوقات أذكار الصباح والمساء
- لقد امتلك العلماء آراء متباينة بشأن أوقات أداء أذكار الصباح والمساء، ومن بين هذه الآراء:
الفترات المفضلة لأذكار الصباح
- يرى العديد من العلماء أن لفظ “الصباح” يشير إلى بداية النهار، بينما يعتبر البعض أن هذا التوقيت يمتد من الثلث الأخير من الليل حتى الزوال، ويطلق عليه لقب “الصباح”.
- كما يعتقد بعضهم، من ضمنهم ابن تيمية، أن أفضل وقت لأذكار الصباح يبدأ من طلوع الفجر حتى شروق الشمس.
- ومن جهة أخرى، يُفضل الشافعي وبعض الفقهاء أذكار الصباح من بداية الفجر إلى الزوال.
- بينما يرى مجموعة أخرى من العلماء أن أوقات هذه الأذكار تمتد من الثلث الأخير من الليل حتى وقت الزوال.
- وعموماً، حددت العلماء أن وقت أذكار الصباح يبدأ مع أذان الفجر.
الفترات المفضلة لأذكار المساء
- أما أذكار المساء فتبدأ بعد مغرب الشمس وتستمر حتى نصف الليل.
- يستحب قول أذكار المساء بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
- ويمكن أن تُقال أذكار المساء من وقت الزوال حتى غروب الشمس.
- كما يسن أن يتم ذكرها من بعد الزوال حتى منتصف الليل.
- ولا بأس في قراءة أذكار المساء بعد غروب الشمس أيضًا.
كما يمكنك الاطلاع على مقالنا حول:
أهم أذكار الصباح والمساء
تتعدد أذكار الصباح والمساء التي وردت في القرآن الكريم والسنة، ومن أبرزها ما يلي:
آية الكرسي
- يستحب قراءة آية الكرسي، حيث قال الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَٰوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۗ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَٰوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
- ومن المستحب كذلك قراءة سور الإخلاص والفلق والناس ثلاث times، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عند المساء:
- (أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أُرَاهُ.
- قال: له الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا.
- وَأَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ.
- رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، وإذا أَصْبَحَ قالَ ذلكَ أَيْضًا: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ).
سيد الاستغفار
- ومن أذكار الصباح والمساء أيضًا، سيد الاستغفار، وهو (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ.
- وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ مَا صَنَعْتُ.
- أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ).
- كما يمكن قول (اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِن نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِّنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ)، وفي المساء (اللهم ما أمسى بي من نعمة).
المجموعة الكاملة من أذكار الصباح والمساء
- (اللَّهُمَّ عَافِينِي فِي بَدَنِي، اللَّهمَّ عَافِينِي فِي سَمْعِي، اللَّهمَّ عَافِينِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ).
- (اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) ثلاث مرات.
- (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ) ثلاث مرات.
- (اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ومليكة، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ).
- (أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسِي وَمِن شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ) مرة واحدة.
نسخ أذكار الصباح والمساء
- (اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّـهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.
- وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
- وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسِي.
- وَمِن شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنتَ آخذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) مرة واحدة.
- (حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) ويفضل أن تُقال 7 مرات.
- (بِسْمِ اللَّـهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) تُقرأ ثلاث مرات.
- (رَضِيتُ بِاللَّـهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا ورَسُولًا) تُقرأ ثلاث مرات.
- ويُفضل أيضًا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عشر مرات.
تعرف على المزيد من هنا:
كيفية قراءة أذكار الصباح والمساء؟
نظراً للتعرف على أوقات أذكار الصباح والمساء، هناك بعض الإرشادات التي يُنصح بإتباعها عند قراءة هذه الأذكار، ومنها:
- ينبغي على المسلم ترديد الأذكار بتمهل وتأنيه، مع التركيز والحضور الذهني لفهم معانيها، مما يساعد على طمأنينة النفس.
- من المستحب قراءة الأذكار بصوت منخفض وذلك لتجنب إزعاج الآخرين.
- كما يُفضل قراءتها بشكل فردي وليس في جماعة حبًا في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
- يُفضل التلفظ بالأذكار بدلاً من سماعها من الآخرين أو من تسجيل صوتي لتحقيق الأجر والثواب بالكامل.
- من الجيد أن تُذكر الأذكار في أي وقت يتذكرها، دون الاكتفاء بأوقات معينة، إذ يمكن قراءتها في المنزل، أثناء التنقل، أو حتى في مكان العمل.
- يجوز قول الأذكار بدون وضوء، فلا تُشترط الطهارة مثل الصلاة، كما يمكن للمرأة الحائض والنفساء الذاكر.
فضائل المداومة على أذكار الصباح والمساء
بناءً على أوقات أذكار الصباح والمساء، حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الله وقراءة هذه الأذكار يوميًا، لما تحمله من فوائد عدة، نذكر منها:
- تقرب العبد إلى الله
- فقد وجه الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالإكثار من الطاعات وأذكار الذكر في جميع الأوقات، لما فيها من ثواب عظيم وهو ذكر الله تعالى لمن يذكره باستمرار.
- كما جاء في قوله تعالى: ((كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمُ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).
- وهذا ما يجعل ذكر الله عز وجل للعبد المسلم من أعلى وأفضل المنازل، إذ يذكر الله عبده الذاكر في ملأ خير من الملائكة.
- الشعور بالراحة والطمأنينة
- تزيد أذكار الله من خشوع المسلم وطمأنينته، حيث تُشعره بالسكينة، كما جاء في قوله تعالى:
- (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
- تحصين العبد من الشر
- تُعتبر الأذكار من وسائل حماية الإنسان من الأذى وكل ما يحصله من تأثيرات سلبية، كما أنها تحميه من مس الشياطين والجن.
- لذا، يجب على المسلمين المحافظة على الذكر والاستغفار واللجوء للرفعة عن شر إبليس وأتباعه.
- كما يذكر في قوله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم).
- التلاوة المستمرة للقرآن توقي المؤمن، فالشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة بعد ثلاثة أيام.
تقوية الروح والقلب
- إن الالتزام بأذكار الصباح والمساء يساعد على بناء هالة من القوة حول العبد، مما يحميه من اقتراب الجن.
- الذكر أيضًا يرسخ الإيمان في قلب الشخص بأن الله بيده كل شيء، وتحصل له الثقة في قدرة الله على كل الأمور.
- وبذلك يُصبح غير مشغول بأسباب واهية لا تنفع ولا تضر.
الوصول لمنزلة الذاكرين
- عند تواصل العبد على ذكر الله في كل وقت وحين، يُرفع إلى منزلة الذاكرين له كثيرًا، كما جاء في قوله تعالى:
- (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
كما يمكنك قراءة المزيد عن:
أذكار الحماية من الحسد والسحر
- (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ).
- (بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ثلاث مرات.
- (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ، الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ، وَبَرَأَ، وَمِن شَرِّ مَا يُنَزَّلُ مِن السَّمَاءِ، وَمِن شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِن شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ وَبَرَأَ، وَمِن شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِن شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِن شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ يَطْرُقُ، إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَانُ).
- (أَعُوذُ بِاللَّـهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ).
أذكار الحفظ
- (أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا).
- (بِسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا).
- (اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي).
- (أَعُوذُ بِاللَّـهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ).
- (اللَّهمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ، فَاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ومليلَة، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسِي، وَمِن شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ).
أحدث التعليقات