يُعتبر مرض البهاق (Vitiligo) حالة طبية تنجم عن خلل في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى مهاجمة الخلايا الصباغية المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين في الجلد. هذا الهجوم يسبب افتقاد الصبغة في مناطق معينة من الجسم. وقد أظهرت الدراسات أن دواء أوبزيلورا (Opzelura) الذي يحتوي على مادة روكسوليتينيب (Ruxolitinib) يمكن أن يُحسن من الحالة عبر استعادة التصبغ في هذه المناطق المتضررة.
يُستعمل دواء أوبزيلورا أيضًا لعلاج حالات مُحددة من التهاب الجلد التأبي (الأكزيما) البسيطة إلى المتوسطة التي تعجز العلاجات البديلة عن السيطرة عليها. وقد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام في علاج البهاق غير القطاعي، وهو النوع الأكثر شيوعًا من البهاق، مما يجعله أول علاج رسمي مُعتمد لإعادة التصبغ لدى المصابين بالبهاق.
تم إثبات فعالية دواء أوبزيلورا في استعادة التصبغ للمرضى المصابين بالبهاق غير القطاعي من خلال دراستين سريريتين. حيث أظهرت النتائج أن حوالي 50% من المشاركين استطاعوا تحقيق نسبة تصبغ تصل إلى 75% بعد 6 أشهر إلى سنة من بدء العلاج. وقد تمت الملاحظة على المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، مما يدعم فعالية هذا الدواء في شريحة واسعة من المرضى.
ما يُميز دواء أوبزيلورا هو كونه العلاج الوحيد الذي أظهر فعالية واضحة في استعادة التصبغ لدى مرضى البهاق. بينما توجد أدوية أخرى معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإنها تعمل على إزالة التصبغ من المناطق المحتوية على صبغة بهدف توحيد لون البشرة. كما يتميز أوبزيلورا بإمكانية تطبيقه على الوجه، على عكس العلاجات السابقة التي كانت قد تسبب آثارًا جانبية مزعجة أو خطيرة في تلك المنطقة.
يتوفر أوبزيلورا في شكل كريم يُستخدم موضعيًا. يُنصح بتطبيق طبقة رقيقة من الكريم مرتين يوميًا على المناطق المتأثرة بالبهاق، بشرط ألا تتجاوز نسبة التطبيق 10% من المساحة السطحية للجسم. من الضروري استشارة الطبيب قبل الاستخدام لتحديد الجرعة المناسبة وللتأكد من عدم حدوث تداخل مع أدوية أخرى. وعادةً ما تتطلب النتائج حوالي 24 أسبوعًا (6 شهور) لتظهر. وفي حال عدم وجود تحسن، يُنصح بمراجعة الطبيب لإعادة تقييم الحالة.
قد تتضمن الآثار الجانبية التي تم ملاحظتها في الدراسات السريرية لاستخدام دواء أوبزيلورا ما يلي:
ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه الأعراض قد لا تظهر لدى الجميع، حيث تختلف درجة وشدة الأعراض من فرد لآخر. كما يُمكن للدواء أن يُسبب أعراضًا أخرى أكثر خطورة. لذا يُعتبر من الضروري استشارة الطبيب قبل الاستخدام لتأكيد سلامة العلاج في حالتك الخاصة.
أحدث التعليقات