تتسم الحقبتان العباسية والأندلسية بأهمية كبيرة في تاريخ الدولة العربية، حيث أفرزت هذه العصور ميزات وعيوب أثرّت بشكل مباشر على مجريات الأمور وأدت إلى سقوط تلك الدول. لذلك، من الضروري معرفة تعريف الدولة العربية التي قامت بعدة فتوحات إسلامية، مما ساهم في نشر الإسلام في أنحاء متعددة من العالم. وقد بدأت هذه الدولة كظاهرة تاريخية صغيرة، إلا أنها ازدهرت بشكل ملحوظ في فترة خلفاء الراشدين.

لمحة عن دولة الأندلس

• تعرف دولة الأندلس في العالم العربي والإسلامي بأنها الدولة الإسلامية في إسبانيا، أو كما يُشار إليها بشبه الجزيرة الأيبيرية.
• تُعتبر الأندلس من الدول الإسلامية الواقعة في القارة الأوروبية، وتحديداً في منطقة شبه الجزيرة الأيبيرية، التي تضم حالياً كل من إسبانيا والبرتغال.
• امتد نفوذ الأندلس ليشمل سبتيمانيا، الممتدة إلى جنوب فرنسا حاليًا، وذلك في القرن الثامن الميلادي.
• استمر حكم الأندلس لفترة تحت السيطرة الإسلامية، حتى تفكك إدارتها عن السلطة المركزية في دمشق.
• تلا ذلك انفصالها عن بغداد، مما ساهم في تسارع عملية السيطرة الفرنجية عليها من عام 711 حتى 1492، حيث تمكنوا من طرد المسلمين.

فتح الأندلس

• بدأت فكرة فتح بلاد الأندلس منذ بداية الفتوحات الإسلامية، بدءًا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وصولاً إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
• تم تنفيذ هذه الفكرة فعليًا في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، بعد مناقشة خطة الفتح مع موسى بن نصير، قائد شمال إفريقيا.
• يعتبر كل من موسى بن نصير وطارق بن زياد من أوائل القادة الذين أسهموا في فتح الأندلس.
• انطلقت الحملة عندما أرسل موسى بن نصير بعثة سرية إلى ساحل إسبانيا، حيث قادها طريف بن مالك المعافري.
• نجحت الحملة في تحقيق أهدافها بعد اقتحام المناطق المجاورة وعودة طريف بالغنائم.
• أثبتت هذه الحملة ضعف أساليب الدفاع الأندلسية، مما حفز موسى بن نصير على إرسال قوة عسكرية نحو طنجة في عام 92 هجريًا، بلغ عددها سبعة آلاف مقاتل بقيادة طارق بن زياد.

الأسباب وراء فتح بلاد الأندلس

تعددت الأسباب التي دفعت المسلمين لفتح بلاد الأندلس، والتي يمكن تصنيفها إلى أسباب عربية وأسباب إسبانية كما يلي:

الأسباب العربية:

• قيل إن الأمر كان انتقاميًا، حيث أرسل الكونت يوليان، حاكم سبتة، ابنته فلورندا إلى القصر الملكي القوطي بطليطلة للتعلم.
• أعجب الملك القوطي بها وتجاوز حدوده، مما أجبر فلورندا على اللجوء إلى والدها، حيث أرسلت له رسالة لتشكي له الحال.
• توجه يوليان إلى القصر الملكي لأخذ ابنته، وكان لديه رغبة قوية في الانتقام، فتواصل مع موسى بن نصير وحثه على غزو إسبانيا.
• استجاب موسى بن نصير بعد أن استأذن الخليفة الوليد بن عبد الملك.

الأسباب الإسبانية:

• بعد عزل ملك القوط، أرسل مؤيدو الملك إلى الكونت يوليان في سبتة لطلب المساعدة.
• أرسل يوليان هؤلاء إلى القائد موسى بن نصير في القيروان، حيث اتفقوا على مساعدته عن طريق إرسال جيش لمساندته مقابل دفع الجزية سنويًا.

انتصارات طارق بن زياد في الأندلس

• عبر طارق بن زياد المضيق نحو الأندلس، برفقة سبعة آلاف مسلم من قبيلة البربر.
• قدم الكونت يوليان دعمًا لطريق عبور المضيق من خلال توفير السفن ليلاً لنقل المقاتلين.
• لم يُكتشف وصول المسلمين إلا بعد أن كانوا في أمان، وكان ذلك في شهر رجب عام 92 هجريًا.
• قادهم طارق بن زياد إلى جبل طارق، الذي سُمّي فيما بعد باسمه، واستولى على الجزيرة الخضراء.
• عند معرفته بهذا وضع، نزل طارق إلى جميع الشواطئ الجنوبية، وهو ما أدى إلى استمالة أبناء غيطشو، الذين ورثوا الحكم لاحقًا.
• استدعى طارق بن زياد موسى بن نصير ليزوده بخمسة آلاف مقاتل، فتوجهت قواتهم إلى وادي الرباط لتكون ساحة المعركة.
• التقى الجيشان في نهاية شهر رمضان من عام 92 هجريًا، واستمرت المعركة ثمانية أيام، حيث قُتل العديد من جنود لذريق واستشهد عدد من المسلمين.
• بعد الانتصار الذي حققه بن زياد، انطلقت حشود من الناس في الأندلس للانضمام إلى جيش المسلمين، مما أعطى دفعة قوية لنشاط بن زياد العسكري.

أسباب قيام الدولة العباسية

• ترجع أسباب نشأة الدولة العباسية إلى تدهور الدولة الأموية بعد وفاة الخليفة هشام بن عبد الملك، وكذلك وفاة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
• سُجن إبراهيم على يد مروان بن محمد في حران، مما ساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية في الإسلام.
• ظهور عدة ثورات وانقسامات أدت إلى إضعاف الحكم الأموي.
• توسع الأحزاب الدينية والجماعات المعارضة، بجانب تدهور الوضع المالي للدولة الأموية.
• نتج عن هذه الظروف انقسام الدولة إلى شقين أدى لنشوب حروب داخلية.

نبذة عن الدولة العباسية

• أسست مدينة الكوفة كعاصمة للدولة العباسية، وظلت كذلك من عام 750 حتى 766 ميلاديًا.
• بعدها، أصبحت بغداد هي العاصمة من عام 766 حتى 836 ميلاديًا.
• مدينة سامراء كانت العاصمة الثالثة من عام 836 حتى 892 ميلاديًا.
• وفي نهاية المطاف، كانت القاهرة هي العاصمة الأخيرة للدولة العباسية، واستمرت بذلك من عام 1261 حتى 1517 ميلاديًا.
• العربية كانت اللغة الرسمية خلال هذه الفترة، مع وجود لغات أخرى مثل التركية والسريانية والفارسية.
• الدين الإسلامي كان هو الدين الرسمي، مع وجود بعض الأقليات الدينية مثل اليهودية والمسيحية.
• استند نظام الحكم إلى الشريعة الإسلامية، وكان الدينار العباسي هو العملة المتداولة.
• تميز العباسيون بإسهامهم الأدبي، حيث كانت فنون الشعر والمقامات والسجع من أبرز الفنون الشائعة آنذاك.

إنجازات الدولة العباسية

• نجحت في تسهيل نقل البضائع من الصين إلى جميع البلدان الإسلامية، بفضل الروابط القوية مع الصين.
• تمكنت الدولة من الوصول إلى إقليم السند، مما ساهم في تعزيز النفوذ العربي الإسلامي في المنطقة.
• توسعت الدعوة الإسلامية في إيران وتركستان والسند والمغرب ومصر والأندلس، مما أدي إلى انتعاش هذه البلدان اقتصاديًا وعلميًا.
• تم تأسيس العديد من الأنظمة الإسلامية المعتمدة على مبدأ الإمامة، وهو الأساس الذي تشكلت حوله الدعوة العباسية.
• وُثّق التراث العربي الإسلامي بفضل إنشاء المدارس الإقليمية التي منحت العلوم الإسلامية وضوحًا وعلمًا.
• تمكن العباسيون من إدخال تجارة الهند إلى الأسواق العراقية.