يُعتبر أبو الفتح البُستي شاعراً بارزاً في العصر العباسي، وله العديد من المؤلفات الشعرية. ومن أبرز قصائده ما يلي:
علي بن محمد بن الحسين بن يوسف بن محمد بن عبد العزيز البُستي، المعروف بأبي الفتح البستي، وُلِد عام 330 هـ في مدينة بست المعروفة حالياً بشكر كاه الأفغانية. ويُنسب البستي إلى أصول عربية، حيث قال في إحدى قصائده:
أنا العبد ترفعني نسبتي
إلى عبد شمسٍ قريع الزمان.
وعمي شمس العلا هاشم
وخالي من رهط عبد المنّان.
يجدر بالذكر أن أبا حاتم محمد بن حِبّان كان أستاذه، واشتهر أبو الفتح بمكانته العالية بين أعلام عصره في الفضل والعلم والشعر. وقد حظى بمكانة مرموقة لدى الأمير سبكتكين في الدولة السامانية في خراسان، وكان من كتّابها المعروفين. تُوفي البستي في عام 400 هـ أو 401 هـ في مدينة أوزجند، التي نُفي إليها.
تُعتبر قصيدة الحكم لأبي الفتح البستي واحدة من أعماله الشهيرة والبارزة، وفي بعض أبياتها يقول:
زيادةُ المرء في دُنياهُ نقصانُ
وربْحُهُ غَيرَ محض الخَير خُسرانُ
وكُل وِجدانِ حَظٍّ لا ثَباتَ لَهُ
فإنَّ مَعناهُ في التَّحقيق فِقْدانُ
يا عامِراً لخَرابِ الدَّهرِ مُجتهِداً
تاللهِ هل لخَرابِ الدَّهرِ عُمرانُ
ويا حَريصاً على الأموالِ يَجمَعُنا
أنْسِيتَ أنَّ سُرورَ المالِ أحْزانُ
زَعِ الفؤادَ عنِ الدُّنيا وزُخْرُفِها
فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصلُ هِجْرانُ
وارع سَمعَكَ أمثالاً أُفَصِّلُها
كما يُفَصَّلُ يَاقوتٌ ومَرْجانُ
أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ
فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ
وإنْ أساءَ مُسيءٌ فلْيَكنْ لكَ في
عُروضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وغُفرانُ
وكُنْ على الدَّهر مِعواناً لذي أمَلٍ
يَرجو نَداكَ فإنَّ الحُرَّ مِعْوانُ
واشدُدْ يَدَيْكَ بحَبلِ الدِّينِ مُعتَصِماً
فإنَّهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْكَ أركانُ
مَنْ يَتَّقِ الله يُحْمَدُ في عَواقِبِه
وكفِهِ شَرَّ مَنْ عزُّوا ومَنْ هانُوا
مَنِ استعان بغَيرِ اللهِ في طَلَبٍ
فإنَّ ناصِرَهُ عَجزٌ وخِذْلانُ
مَنْ كانَ للخَيرِ مَنّاعاً فليسَ لَهُ
على الحَقِيقَةِ إخوانٌ وأخْدانُ.
أحدث التعليقات