تُعتبر تمارين التحمل (بالإنجليزية: Endurance Training) من الأنشطة الحيوية التي تحمل العديد من الفوائد الجسمانية والنفسية. إذ تساهم هذه الرياضة في تقوية الجسم ورفع كفاءته، حيث يتم تدريب العضلات والعظام والمفاصل والرئتين بالإضافة إلى الجهاز القلبي الوعائي لمواجهة تحديات الشدة العالية لفترات طويلة. كما أن تمارين التحمل تلعب دورًا مهمًا في تعزيز عملية الأيض.
ووفقًا لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، فإن ممارسة نشاط رياضي معتدل إلى قوي لمدة 150 دقيقة في الأسبوع تساعد في الحفاظ على صحة القلب. وتشمل تمارين التحمل المفيدة لصحة القلب المشي السريع، الركض، ركوب الدراجات، والسباحة.
يسهم ممارسة تمارين التحمل بشكل سليم في تعزيز الوظائف الإدراكية للدماغ، فضلاً عن تقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر بين كبار السن. إذ يعتبر تعزيز الدورة الدموية خلال التدريب عاملاً إيجابيًا يخدم صحة الدماغ على وجه الخصوص.
تمكن القدرة على ممارسة تمارين التحمل لساعات في ظروف مختلفة من تسهيل قضاء اليوم من خلال أنشطة متعددة. حيث تمنح هذه التمارين الجسم القوة والقدرة على إنجاز مهام أكثر في وقت أقل وطاقات أكبر.
يعتبر النظام الغذائي العامل الأساسي في إنقاص الوزن، بينما النشاط البدني يُعد الثاني من حيث الأهمية. وقد أظهرت الأبحاث أن تمارين التحمل تعد من الطرق الفعالة لفقدان الوزن. حيث نشرت المجلة الدولية للسمنة (Obesity) دراسة في عام 2013 تُشير إلى أن الرجال والنساء الذين مارسوا رياضة المشي أو الركض لمدة 5 أيام في الأسبوع دون إجراء تغييرات على نظامهم الغذائي استطاعوا فقدان حوالي 4 كغم بنهاية 10 أسابيع.
يشير العديد من علماء النفس إلى أن التمارين الرياضية تقدم فوائد مشابهة أو حتى أفضل من مضادات الاكتئاب في تحسين المزاج. فهي لا تعمل فقط على رفع المزاج، بل تسهم في تقليل التوتر الناجم عن الضغوط اليومية والمشاعر السلبية، وذلك بفضل تحسن تدفق الدم وزيادة وصول الأكسجين إلى الدماغ.
تساعد تمارين التحمل على تعزيز جودة النوم؛ حيث إن ممارسة الركض والسباحة وركوب الدراجات في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس توفر نومًا هادئًا وعميقًا، مما يؤدي إلى الاستيقاظ بنشاط وحيوية أكبر. لذلك يُنصح بممارسة تمارين معتدلة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، حيث تساهم تمارين الكارديو تحديدًا في زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورات النوم.
يميل العداؤون وراكبو الدراجات إلى ممارسة رياضتهم في مجموعات، مما يعزز الأمان أثناء الحركة ويجعل من التجربة أكثر متعة. كما يُعزز هذا الجانب من العلاقات الاجتماعية، سواء من خلال التواصل مع الأصدقاء أو التعرف على أشخاص جدد يتشاركون نفس الاهتمامات والأهداف.
أحدث التعليقات