تعد الصلاة عنصرًا محوريًا في حياة المسلم، حيث تساهم في تخليصه من الهموم والأحزان، وتعد ملجأً له من الخوف. لا تكتسب الصلاة قيمتها الكبيرة إلا عندما يشعر المصلي بالخشوع خلال كل ركعة وسجدة. فهذا الخشوع يعبر عن حاجة المؤمن الحقيقية للتوازن النفسي، مما يساعده في مواجهة صعوبات الدنيا ومخاوفها وملذاتها. كما قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (الذين يظنون أنهم مُلاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون)﴾.
تشير بعض الآيات القرآنية إلى أهمية الخشوع في الصلاة مثل قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّْذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ). ومن العوامل التي تؤدي إلى فقدان الخشوع هي النظر إلى السماء، والالتفات، والتحرك دون حاجة، والانشغال بأي شيء قد يشتت تركيز المصلي أثناء أدائه للصلاة.
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله).
للخشوع مجموعة من الفوائد، منها:
تعتبر الصلاة ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، وتدل أيضًا على الدعاء كما في قوله تعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم). وهي فريضة واجبة أقرها الله تعالى على عباده. نقول إن “أقام الصلاة” تعني أداءها بالشكل الصحيح والمطلوب.
تتكون الصلاة من أقوال وأفعال قد خصصها الله سبحانه وتعالى لأدائها بالشكل الصحيح. قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ). تبدأ الصلاة بالتكبير بعبارة “الله أكبر” وتنتهي بالتسليم على كلا الجانبين.
تعتبر الصلاة وسيلة تواصل مباشرة بين العبد وخالقه عز وجل، فهي هبة من الله تعالى مليئة بالرحمة والمغفرة، كما ورد في قوله: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحْمَةٌ). وقد وُصِفَت الصلاة بأنها رحمة لأنها تخرج المؤمنين من طريق الظلمات إلى طريق النور والإيمان والاستقامة.
أحدث التعليقات