تُعتبر الكلمة الطيبة تعبيراً عن شهادة أن لا إله إلا الله، حيث تُثمر جميع الأعمال الصالحة سواء كانت ظاهرة أو باطنة. إنها الكلمة التي تُفرح المستمع إليها وتُجدي نفعاً، وتترك أثراً إيجابياً في النفس والقلب، دون أن تتضمن أي ضرر أو تدعو إلى الشر. الهدف منها هو النفع، ونتيجتها تتجلى في العمل الصالح.
تُعتبر الكلمة سلاحاً ذا حدين؛ فإذا أحسن الإنسان استخدامها، فإنها تعود بالنفع على صاحبها والمجتمع، وتثمر نتائج إيجابية. أما إذا أسيء استخدامها، فإنها قد تكون وبالاً على الشخص والآخرين، ما قد يؤدي إلى انحراف المجتمع وضرره. تتميز الكلمة الطيبة بأجر كبير ونفع عظيم، ومن آثارها ما يلي:
تُعتبر الكلمة الطيبة من سمات المؤمنين؛ حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”. لذلك، ينبغي على المؤمن التحلي بأخلاق الإيمان المتمثلة في:
تأثير الكلمة الطيبة في الدعوة إلى الله
إن الدعوة إلى الله تتطلب استخدام الكلمة الطيبة والقدوة الحسنة؛ حيث تحقق نتائج مثمرة بين المدعوين. فعند توفيق الله للداعية بالكلمة الطيبة، فإنه يحصد الثواب ويدعو الآخرين للعمل بها. ومن واجب الداعية أن يشارك علمه بلا تردد، حيث قال الله -عز وجل-: “ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين”.
يُعتبر رسول الله قدوة حسنة لنا، حيث كان أفضل معلم، سريع الاستجابة، ويستخدم الكلمة الطيبة لفتح القلوب. وقد روى معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- أنه قال: “بينما أنا أصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فنظر إليَّ القوم بغضب، فقلت: ما لكم تنظرون إليَّ؟ فما كان من رسول الله إلا أن علمني بأسلوب لطيف أن الصلاة لا تشتمل على كلام الناس، بل تتطلب التكبير والذكر وقراءة القرآن”.
تُحيي الكلمة الطيبة النفوس وتزرع الفرح فيها، حيث تُجعلها تضيء بذكر الله. ومن آثارها على النفس:
تأثير الكلمة الطيبة على المجتمع
إن الكلمة الطيبة تسهم في تعزيز الألفة بين القلوب وتقوية العلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى إصلاح المجتمعات وتغيير أوضاعها. كما قال الله -عز وجل-: “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”. الكلمة الطيبة تُحوِّل الأعداء إلى أصدقاء وتطفئ نيران الغضب. وقد أوضح الله -تعالى-: “وَقُل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً”.
علَّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نعامل الجاهلين بالحلم وطيب الكلام، ونعفو عن المسيئين، وهذا يبث الألفة بين الناس ويقلل من الحقد. وقد قال الإمام: “إن من الناس مفاتيح للخير، ومغاليق للشر، ومنهم مفاتيح للشر، ومغاليق للخير”. فهنيئاً لمن كانت كلماته طريقاً إلى الخير.
ورد في حديث صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويُميط الأذى عن الطريق صدقة”. هناك نوعان من الكلمة الطيبة:
ومنها الذكر مثل التسبيح والتكبير والتهليل، وكذلك الدعاء والتضرع لله -عز وجل-.
مثل السلام عليهم، والتأدب معهم، وحسن الخلق، والثناء عليهم بالحق.
يمكن التمييز بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة كما يلي:
إنها كالشجرة المثمرة، جذورها مثبتة في الأرض، بينما أغصانها تمتد إلى السماء؛ كما قال الله تعالى: “ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون”. فالكلمة الطيبة تجلب الخير وتنشره في كل حين بأمر الله، وتهيء المؤمن لاستقبال الخير.
وقد شبَّهها الله بشجرة خبيثة ذات مذاق مرّ، وأصلها غير مستقر، فلا تُسعد من ينظر إليها ولا تُفيد أحداً، فتُؤذي صاحبها ومن ينقلها، تماماً كما يُشبَّه الكافر الذي لا يملك ثباتاً أو قراراً، يتخبط دون هداية أو معرفة بالخير، كما قال الله -تعالى-: “ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار”.
أحدث التعليقات