قال الله -تعالى-: (إِنَّ إِلَٰهَكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)، مما يستوجب من العباد عبادة الله وحده دون الشرك بأحد. وحق الله على العباد هو واجب يتمثل في عدم تعذيبهم إن هم استجابوا لأمره. هنا تُبرز أهمية التوحيد، الذي يُعتبر أساس جميع الشرائع.
وقد أقام الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى حين قال لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن: (فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى).
يُعتبر التوحيد مصدر الخير وأساسه، إذ لا طريق إلى الجنة إلا من خلال الإخلاص في التوحيد. من لم يلتزم بتوحيد الله كما جاء في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- سيكون مصيره إلى النار. ولهذا، يُعتبر التوحيد من أرقى القيم، بينما الشرك يعد من أسوأ الأفعال، كما قال الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
إن الله -تعالى- لن يقبل العبادة إلا بالتوحيد الخالص، حيث إن شرط صحة العمل وقبوله هو تحقيق الإخلاص لله. بل إن العديد من العبادات تقوم على ترديد كلمة التوحيد، كما هو الحال في الأذان، الذي يستند على إعلان التوحيد، وأيضًا في الصلاة، حيث يقول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)، مما يعني أنه يجب أن تتضمن الأذكار تحضير القلب واللسان لذكر الله، وبذلك تُفضل هذه العبادة على سائر العبادات.
يُعتبر تحقيق التوحيد من الأسباب الجوهرية للنصر والقوة. فالقوة المستمدة من الله تُرافق الموحّدين طالما تمسكوا بالتوحيد. وقد جعل الله -تعالى- تعزيز التوحيد سببًا رئيسيًا للنصر، بينما يُعد الشرك سبب الهزيمة. قال الله -تعالى-: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وأيضًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
إن الهدف من الرسالات وأسباب إرسال الرسل إلى الإنسان والجن هو تعزيز توحيد الله -تعالى-. إذ تُعتبر الدعوة إلى التوحيد الخالص هي ذروة رسالات الأنبياء، كما يُخاطبهم الله بقوله: (لَقَد بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت).
توجد العديد من النصوص في القرآن والسنة التي تؤكد على أهمية التوحيد، منها:
يمكن تلخيص بعض آثار التوحيد في النقاط التالية:
أحدث التعليقات