ناقش علماء اللغة الأهمية الكبيرة للإعراب والبناء من خلال عدة نقاط رئيسية، حيث أصبح ذلك مرجعاً في تحديد القيمة الجوهرية لهذا الجانب من علوم اللغة والنحو والصرف. ومن أهم هذه النقاط ما يلي:
يعتبر سيبويه اللغة العربية لغة تتسم بالوضوح، ويعد الإعراب من أهم وسائل الشرح والتعبير، إذ يعقد روابط بين الكلمات تضمن تركيب الجمل العربية بشكل صحيح.
لم تقتصر أهمية الإعراب على سيبويه فقط، بل امتدت لتشمل عددًا من علماء العربية، ومن بينهم ابن فارس الذي اعتبر أن المعنى لا يمكن أن يكتمل دون الإعراب، وأنه يعد من العناصر الأساسية في البناء اللغوي.
يقول ابن فارس: “إن الإعراب يميز المعاني، ويبين أغراض المتحدثين، فلو قال شخص: ما أحسن زيد، دون إعراب، أو قال: ضرب عمر زيد دون إعراب، لم يعرف مراده.”
يمتد جذور الإعراب إلى مختلف مجالات اللغة مثل النحو والبلاغة والصرف، كما يصل بعضها إلى مجالات تاريخية وعلوم أخرى متصلة ارتباطاً وثيقاً باللغة. تعتبر دراسة الإعراب وفهمه من أبرز المهام التي يجب أن يوليها المهتمون باللغة العربية اهتمامًا كبيرًا.
تشتق كلمة الإعراب من “العرب”، وتأتي كمقابل للإعجام، مما يعكس مكانتها الكبيرة لدى العرب، إذ من خلالها يتم التحقق من صحة النصوص وضبط ما قد يلتبس عليهم من أمور التعبير، ويفهمون دينهم وشعرهم ويحفظونه.
على الجانب الآخر، نجد ما يعرف بالبناء، الذي هو جزء لا يتجزأ من النظام اللغوي في العربية، فالجمل العربية إما أن تكون معربة وفقاً لتغير حركة نهايات الكلمات وعلاقاتها، أو مبنية تعتمد على حركة واحدة بغض النظر عن موقعها.
أحدث التعليقات