أهمية مرحلة المراهقة

تُعتبر مرحلة المراهقة واحدة من أكثر الفترات حساسية في الحياة الإنسانية، حيث يحدث فيها تطور كبير على الصعيدين الجسدي والفكري. تترافق هذه المرحلة مع تغييرات اجتماعية وصحية متعددة، مما يجعل من الضروري أن تتوفر للمراهقين جهات موثوقة للإرشاد والمعرفة. وقد تم تحديد هذه الفترة من قبل بعض المؤسسات بأنها تمتد من سن 10 إلى 24 عامًا، من الناحية البيولوجية والنمو الجسدي.

أما من الناحية الفكرية، فإن نهاية مرحلة المراهقة تُحدد من خلال القدرة على التفكير بشكل منطقي وموضوعي. يشعر المراهقون في هذه الفترات بأنهم بالغون، ولكنهم في الواقع لا يزالون في مرحلة الطفولة، وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية الكبيرة في أجسادهم، مما يؤدي إلى صعوبة التعامل مع المواقف المختلفة بشكل صحيح.

يمر المراهقون بفترة حرجة تتطلب اهتمامًا كبيرًا من الأهل والمعلمين، فهم بحاجة إلى الإرشاد والرعاية. ومن المهم الإشارة إلى أنهم قد لا يطلبون ذلك صراحة، وإذا شعروا بعدم الاهتمام أو تكرار تلقي الأوامر والانتقادات، فإن ذلك قد يعزز لديهم شعورًا بعدم الانتماء في المحيطين بهم سواء في المدرسة أو المنزل. وقد يؤثر هذا الشعور سلبًا على قدرتهم على التمييز بين الصواب والخطأ، مما يدفعهم للبحث عن الاهتمام والدعم من الآخرين.

تتطلب هذه المرحلة أيضًا اهتمامًا خاصًا، إلى جانب التعاطف مع مشاعر المراهقين، لما لها من دور كبير في تشكيل شخصيتهم وتوجهاتهم وقدراتهم العقلية، مما يمكنهم من أن يصبحوا أشخاصًا عُقلاء يساهمون في إحداث فرق في مجتمعاتهم. يتطلب الأمر نهجًا منهجيًا في التعامل مع المراهقين، وذلك لتفادي أي اضطرابات عقلية أو جسدية في المستقبل.

لماذا قد يكون التعامل مع المراهقين صعبًا في بعض الأحيان؟

تعود التحديات في التعامل مع المراهقين إلى عدم اكتمال نمو نظامين في المخ بعد، أحدهما مسؤول عن السعي وراء المكافآت وجذب الانتباه، والآخر مسؤول عن ضبط النفس. وإليك مجموعة من النقاط التي تجعل التعامل معهم خلال هذه الفترة صعبًا:

• التغيرات الجسدية والهرمونية التي قد تؤدي إلى تشوه صورة المراهق لجسده، بالإضافة إلى التقلبات المزاجية الحادة.
• الحاجة الملحة لإثبات الذات والاستقلال.
• عدم القدرة على التعبير عن المخاوف أو القلق من التعرض للانتقاد أو العقاب.
• قلة النوم والراحة، أو وجود اختلال في التغذية الصحية.

مراحل المراهقة

يرى بعض المختصين في التربية أن فترة المراهقة يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل أساسية كما يلي:

• المراهقة المبكرة

تمتد من سن 12 إلى 14 عامًا تقريبًا، أو من 13 إلى 15 عامًا، حيث تتزامن هذه المرحلة مع التعليم المتوسط وغالباً ما تحدث فيها عملية البلوغ.

• المراهقة الوسطى

تتراوح بين 15 و 17 عامًا تقريبًا، أو من 16 إلى 18 عامًا، وتتناسب مع المرحلة الثانوية من التعليم.

• المراهقة المتأخرة

تمتد بين 18 و 21 عامًا تقريبًا، أو من 19 إلى 21 عامًا، وتتناسب مع المرحلة الجامعية، وتعرف أيضًا بمرحلة الشباب.